تصعيد خطير شهدته الساحة السورية خلال الساعات الماضية، مع تنفيذ إسرائيل أكثر من عشرين غارة استهدفت مناطق في محيط ريف دمشق، حماة، درعا، واللاذقية، في واحدة من أعنف الهجمات منذ بداية العام.

الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية سورية، ومدافع مضادة للطائرات، وبنية تحتية لمنظومات صواريخ أرض-جو، بحسب بيان رسمي للجيش الإسرائيلي. وذكرت وكالة سانا أن مدنياً قُتل في حرستا، وأصيب أربعة آخرون قرب حماة، في غارات شملت محيط القصر الرئاسي في دمشق.

الغارات ترافقت مع احتجاجات شعبية، وتحركات سياسية لافتة، أبرزها لقاء وليد جنبلاط مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وتوجه درزي رسمي بطلب حماية دولية، في ظل ما اعتُبر تصعيداً إسرائيلياً مباشراً تجاه هذه الطائفة.

ورداً على هذا التصعيد، خرجت مظاهرات شعبية في منطقة القابون بريف دمشق، تدعو إلى وقف التدخلات الخارجية ورفض تحويل البلد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

وفي الوقت الذي وصفت فيه الحكومة السورية هذه الضربات بالتصعيد الخطير ضد مؤسسات الدولة، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الغارات، واعتبرها انتهاكاً للسيادة السورية.

في الوقت الذي تحاول فيه سوريا تجاوز مرحلة التحول السياسي المعقدة، تفرض الغارات الإسرائيلية، ومطالب الدروز بالحماية الدولية، وتطورات الداخل الطائفي، معادلات جديدة على مستقبل البلاد. سوريا تبدو اليوم أمام لحظة مفصلية، إما احتواء التصعيد عبر حلول سياسية ومصالحة وطنية، أو الانجرار إلى موجة جديدة من الفوضى والصدامات التي قد تعيد عقارب الأزمة إلى الوراء.

تقرير: علي الكبيسي