2025-06-24
على بعد 30 كيلومترا من العاصمة القطرية الدوحة، تمتد واحدة من أكثر المنشآت العسكرية تحصينا وتأثيرا في الشرق الأوسط.
فهنا، في قاعدة العديد الجوية، لا تنطلق الطائرات فحسب، بل تُصاغ خرائط العمليات وتُدار الحروب في المنطقة.
بدأت الحكاية مطلع الألفية الجديدة، حين افتتحت قاعدة "العديد" رسميا عام 2002 بدعم وتمويل قطري كامل تجاوز المليار دولار.
لم تكن خطوة مجردة، بل كانت تأسيسا لتحالف استراتيجي بين واشنطن والدوحة، سرعان ما ظهرت آثاره على جبهات متعددة من العالم.
واليوم، بفضل مدرج طوله 3.8 كيلومترات، باتت القاعدة قادرة على استقبال أكثر الطائرات تعقيدا، من القاذفات الثقيلة B-52 إلى طائرات الشحن العملاقة C-17،
ما جعلها مركزا لوجستيا وعسكريا لا غنى عنه في حسابات القوة الأميركية.
وعلى أرض القاعدة، يتمركز أكثر من 10,000 جندي أميركي، إلى جانب عناصر من قوات التحالف، بما في ذلك سلاح الجو الملكي البريطاني والأسترالي.
في قلب هذا التجمع العسكري، يقع المقر المتقدم للقيادة المركزية الأميركية (USCENTCOM Forward HQ)، المسؤول عن إدارة العمليات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب آسيا.
وعبر مركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC)، تُنسق يوميا المهام الجوية، من العراق إلى سوريا، ومن الخليج حتى أفغانستان،
بما يجعل من القاعدة غرفة العمليات الأهم في المنطقة.
ولأن الصراع لا يتوقف، تتواصل عمليات التوسعة والتحديث في القاعدة بوتيرة متسارعة، من خلال مبادرات قطرية أميركية مشتركة،
بناء ثكنات ومقرات جديدة، وتعزيز أنظمة الاتصالات والدفاع السيبراني،
وصولا إلى رفع جاهزية القاعدة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
لعبت القاعدة دورا محوريا في كل حملة عسكرية كبرى خاضتها الولايات المتحدة في المنطقة،
من غزو العراق عام 2003، مرورا بالحرب ضد تنظيم داعش، وصولا إلى عمليات الانسحاب من أفغانستان.
كما شهدت القاعدة اختبارا حقيقيا خلال الأزمة الخليجية التي امتدت من 2017 إلى 2021، لكنها استمرت في عملها دون تأثر يذكر.
تقرير: مالك دغمان