2025-06-07
منذ نشأتها في فبراير الماضي، لا تزال ما تسمى بمؤسسة غزة الإنسانية تثير الجدل بشأن طريقة عملها في توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع المدمر.
فضلًا عن الفوضى التي تُجرى فيها هذه العملية، وحشر الغزيين في طوابير لساعات طويلة من أجل الحصول على الطعام، وقعت سلسلة من عمليات إطلاق النار من قبل جنود إسرائيليين قرب مراكز توزيع المساعدات، أودت بحياة مئات الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على الطعام، ما دفع المؤسسة إلى تعليق عملها في القطاع حتى إشعار آخر.
حوادث القتل عززت الشكوك لدى جهات دولية كثيرة، من بينها الأمم المتحدة التي رفضت بدورها العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، واعتبرتها جهة غير محايدة بالنظر إلى الدعم الذي تحظى به من إسرائيل والولايات المتحدة.
يرى مسؤولون في الأمم المتحدة أن مؤسسة غزة الإنسانية تستخدم المساعدات سلاح حرب لتهجير الناس وإذلالهم، مشيرين في هذا السياق إلى عمليات القتل الإسرائيلية التي وقعت قرب مراكز توزيع المساعدات، والطريقة اللاإنسانية التي جرت فيها عمليات التوزيع، التي تنتهك، وفق الأمم المتحدة، المبادئ الإنسانية الأساسية.
بعد استئناف الحرب على غزة قبل أشهر، عملت إسرائيل بدعم أميركي على إقصاء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية مثل الأونروا، التي لها باع طويل في توزيع المساعدات بمناطق النزاعات والحروب، وأوكلت هذه المهمة إلى متعهدين أمنيين أميركيين، بهدف تجاوز حماس التي تتهمها تل أبيب بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة بدورها.
رغم عمليات إطلاق النار الدامية قرب مراكز توزيع المساعدات، والانتقادات الدولية الكثيرة التي تلاحق عمل مؤسسة غزة الإنسانية، لا تزال هذه المنظمة تحظى بدعم أميركي، وهي في طريقها على ما يبدو للحصول على تمويل أميركي ضخم، حيث كشفت مصادر مطلعة ومسؤولون أميركيون سابقون، أن وزارة الخارجية الأميركية تدرس منح مؤسسة غزة خمسمئة مليون دولار، في خطوة من شأنها تعميق تورط واشنطن في الانتهاكات الجسيمة التي ترافق عمل هذه المؤسسة.
تقرير: نادر علوش