2025-07-06
تتجه أنظار العالم إلى قطر لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
الرد الإسرائيلي على تعديلات اقترحتها حماس، وإن كان سلبيًا مبدئيًا، لم يُغلق الباب تمامًا، فقد سمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوفد تفاوضي بالسفر إلى قطر رغم اعتباره تعديلات حماس غير مقبولة.
العقبة الأهم تظل قائمة، إذ تريد إسرائيل هدنة مؤقتة لإعادة رهائنها دون التزام بإنهاء الحرب، بينما تشترط حماس وقفًا دائمًا للأعمال العدائية وضمانات أميركية تمنع عودتها، وانسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى وقف أعمال مؤسسة غزة لتوزيع المساعدات.
وفي قلب هذا التباين تتضح عقدة الشروط التعجيزية، إذ يتمسك كل طرف بمطالب يعتبرها الطرف الآخر غير قابلة للنقاش، فحماس تعتبر أي هدنة مؤقتة دون أفق سياسي مجرد استراحة للجيش الإسرائيلي، بينما ترى إسرائيل أن الحديث عن وقف دائم أو انسحاب كامل يعد رضوخًا لمطالب حماس التي ترفض بقائها من الأصل.
وتزداد الضغوط على نتنياهو من الداخل، حيث تشير تقديرات عسكرية إلى أن الأهداف العسكرية للحرب قد تحققت، وأن استعادة الرهائن قد لا تكون ممكنة إلا عبر اتفاق شامل، لكن ائتلافه اليميني المتشدد ما زال يرفض أي انسحاب من غزة، ما يصعّب إمكانية تقديم تنازلات كبيرة في هذه المرحلة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتوسط بدعم شخصي في الاتفاق، إن إسرائيل وافقت على المقترح، داعيًا حماس إلى الرد بالمثل، لكن البيت الأبيض لم يقدم تفاصيل إضافية بشأن الرد الأخير، لتبقى الأنظار معلقة نحو واشنطن بانتظار ما سيخرج به لقاء ترامب بنتنياهو في المكتب البيضاوي للمرة الثالثة خلال ستة أشهر.
وما بين حسابات السياسة الداخلية والخارجية، تبدو المفاوضات المقبلة غير سهلة، لكن مجرد العودة إلى الطاولة قد تمثل أول بارقة أمل لوقف القتال ولو مؤقتًا في واحد من أكثر النزاعات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
تقرير: صهيب الفهداوي