2025-03-19
تعود إسرائيل إلى حالة الحرب في غزة، بيد غير مكبلة، إن كان من جهة التأييد الأميركي أو توفر سلاحه، أو من جهة ضرورة إدخال المساعدات إلى سكان القطاع.
لا يبدو ذلك عاملاً جديدًا أو طارئًا في هذه الحرب، فالتأييد الأميركي الحالي لا يختلف كثيرًا عن ذلك الذي وفرته الإدارة الأميركية السابقة، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحرب، ما يطرح تساؤلًا هامًا تُردده حتى بعض الأوساط الإسرائيلية، عن الهدف الذي يمكن لإسرائيل تحقيقه من خلال العودة إلى الحرب، ولم تتمكن من تحقيقه طوال خمسة عشر شهرًا من القتال!
المتتبع لسلوك حكومة بنيامين نتنياهو في جولات التفاوض، وفي اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه، يُدرك أنها تعمل وفق استراتيجية تضمن لها إخراج أكبر قدر ممكن من الرهائن المحتجزين في غزة، لتخفيف الضغط الداخلي، لكن دون تقديم أي تنازلات لحركة حماس، مع الرفض الكامل لأي مسار قد يؤدي إلى إنهاء هذه الحرب. وذاك ما يُفسر عدم التزامها بملفات أساسية بموجب الاتفاق ثم التنصل منه فيما بعد.
الإبقاء على حالة الحرب في غزة والحديث المستمر عن أن إسرائيل تحارب على سبع جبهات، هو استراتيجية توفر لنتنياهو وفق كثيرين عدة أهداف من بينها ما هو شخصي، يتعلق بهروبه المستمر من الملاحقة القضائية، والمساءلة عن الفشل الأمني والسياسي الذي أدى إلى هجوم السابع من أكتوبر، مع ضرورة الحفاظ على تحالفه الحكومي، وهو ما يتجلى بموافقة الحكومة على إعادة تعيين إتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي متجاهلة اعتراضات النائب العام الإسرائيلي، التي أشارت إلى وجود عوائق قانونية تمنع عودة بن غفير للحكومة.
تقرير: نادر علوش