2025-05-09
بينما يُعلن الملياردير بيل غيتس عزمه إغلاق مؤسسته الخيرية بحلول عام 2045، يُوجّه انتقادات لاذعة إلى رجل الأعمال إيلون ماسك، في مواجهة غير مسبوقة بين اثنين من أثرياء العالم، لكن في ميدان العمل الإنساني هذه المرة.
غيتس اتهم ماسك بالتسبب في أضرار كارثية للفقراء، بعدما خفّض تمويله للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما أدى، بحسب قوله، إلى تلف أدوية وأغذية منقذة للحياة، كانت مخزّنة لمصلحة أطفال في دول تعاني الفقر المدقع.
وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قال غيتس إن هذه التخفيضات تهدد بعودة أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال، مضيفًا: "إن صورة أغنى رجل في العالم يقتل أفقر أطفال العالم ليست جميلة."
واستشهد غيتس بإلغاء ماسك دعماً لمستشفى في موزمبيق، كان يعمل على منع انتقال فيروس نقص المناعة من الأمهات إلى الأطفال، قائلاً إن القرار استند إلى معلومات "خاطئة" حول دعم واشنطن لحماس في غزة.
وفي هجوم آخر عبر "نيويورك تايمز"، أشار غيتس إلى أن ماسك "تجاهل الوكالة الأميركية للتنمية فقط لأنه لم يُدعَ إلى حفلة نهاية الأسبوع."
وتأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه شركات ماسك، وعلى رأسها "تسلا"، من تراجع مالي وسمعة متأثرة بسياساته خلال فترة وجيزة قضاها في منصب وزاري ابتكره ترامب، تحت اسم "وزارة الكفاءة الحكومية"، والتي انتهت دون نتائج ملموسة.
ومع تراجع ثروته بما يقارب 130 مليار دولار، يواجه ماسك انتقادات متزايدة، لا بسبب مشاريعه الاقتصادية، بل بسبب قراراته التي تمسّ الفئات الأكثر هشاشة في العالم.
هكذا، وبين مؤسسات خيرية تُغلق، وتمويلات تُقلّص، تتخذ صراعات المليارديرات وجهاً جديداً، ليس في سوق المال، بل في ساحة العدالة الإنسانية.
تقرير: علي حبيب