2025-08-12
بترقب إقليمي بالغ الأهمية، احتضنت العاصمة الأردنية عمّان لقاء ثلاثيا جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، في ثاني اجتماع لهم خلال أقل من شهر، لبحث مستقبل السويداء وتعزيز الاستقرار في سوريا.
وتزامن اللقاء مع دعم مجلس الأمن لوقف إطلاق النار ودعوته للتحقيق في الانتهاكات، وأسفر عن اتفاق على تشكيل مجموعة عمل سورية أردنية أميركية تتولى تثبيت الهدنة في السويداء، وإيجاد حل شامل للأزمة، ودعم جهود الحكومة السورية في إعادة الخدمات الأساسية.
وبعد الاجتماع، عقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لقاءين منفصلين مع الشيباني وباراك، شدد خلالهما على استعداد الأردن لتقديم خبراته في إعادة بناء المؤسسات السورية، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب ووقف تهريب الأسلحة والمخدرات. من جانبه، أكد باراك أن الالتزام الثلاثي يهدف إلى فتح صفحة جديدة يعيش فيها السوريون بأمن وازدهار، ووصف في تغريدة دعم الملك وفريقه بأنه "خطوة حكيمة وضرورية للسوريين، أهم جار للأردن".
ويأتي الاجتماع في توقيت بالغ الحساسية، بعد أسابيع من العنف الدموي في المحافظة الجنوبية الذي أودى بحياة المئات وشرد عشرات الآلاف، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع إلى فوضى أعمق. ومع دخول المشهد السوري مرحلة مفصلية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، فإن أي تحرك نحو التهدئة بات يحمل أبعادا سياسية تتجاوز حدود السويداء.
ورغم التقدم الدبلوماسي، لا تزال هناك تحديات ميدانية كبرى، إذ تضم المحافظة مجموعات مسلحة رافضة لسلطة الدولة، بعضها متهم بتلقي دعم خارجي. وبين محاولات بسط الأمن، والضغوط الدولية لحماية الأقليات، والمخاوف الإسرائيلية المعلنة من المساس بالدروز، تتشابك الحسابات السياسية والأمنية في المشهد السوري الراهن.
تقرير: علي الموسوي