الفرقة 98، أو ما يُعرف بفرقة النيران، تعد واحدة من أبرز تشكيلات النخبة في الجيش الإسرائيلي وأكثرها قدرة على تنفيذ المهام المعقدة خلف خطوط العدو.

وتأسست الفرقة في أعقاب حرب أكتوبر 1973، استجابةً لحاجة الجيش الإسرائيلي إلى قوة محمولة جوًّا ومتعددة القدرات، قادرة على شنّ عمليات سريعة وعنيفة في عمق الأراضي المعادية.

وتضم الفرقة وحدات نخبوية مثل لواء الكوماندوز، ولواء المظليين، ولواء "نحال"، وتشرف على تنسيق عمليات خاصة تجمع بين القتال البري والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة والمتطورة.

وقد لعبت أدوارًا بارزة في اجتياح لبنان عام 1982، والعمليات في الضفة الغربية، ومؤخرًا في حرب غزة بعد السابع من أكتوبر، حيث كانت من بين أوائل القوات التي اقتحمت مناطق خان يونس ورفح، في عمليات وصفت بأنها الأكثر تعقيدًا في تاريخ الجيش الإسرائيلي الحديث.

ورغم النجاحات الميدانية التي تسجل باسم الفرقة، فإنها لم تخلُ من الإخفاقات. ففي معارك لبنان الثانية عام 2006، تعرضت الفرقة لانتقادات حادة بسبب الأداء المرتبك والتنسيق المحدود، مما دفع الجيش لإعادة هيكلة بعض وحداتها وتطوير منظومة التدريب.

وتمثل الفرقة 98 اليوم ذراعًا هجوميًا رئيسيًا في العقيدة القتالية الإسرائيلية، وتُصنف كعنصر رد سريع في أي مواجهة واسعة. وبفضل تركيبتها الخاصة، تمزج بين السرعة والقوة والتكتيك، لتكون رأس الحربة في معارك الحاضر ومفاجآت المستقبل.

تقرير: علي الموسوي