2025-07-15
في خريطة الشرق الأوسط المليئة بالشقوق الطائفية والسياسية، تبقى طائفة الموحدين الدروز واحدة من أكثر المكونات غموضًا وثباتًا في آنٍ معًا.
نشأت العقيدة الدرزية مطلع القرن الحادي عشر في قلب الدولة الفاطمية، وولدت من رحم الإسماعيلية، لكنها سرعان ما انشقت عنها بفعل أفكار فلسفية وباطنية اعتبرت العقل أصلًا في فهم التوحيد، والظاهر مجرد قشرة.
ولأن كتبهم مغلقة على غيرهم، ولأنهم يتوارثون عقيدتهم ضمن طبقة العقال، بقيت الطائفة محاطة بالحذر وأحيانًا بالعداء.
جغرافيًّا، يتوزع الدروز اليوم في أربع دول رئيسية:
خلال العقود الماضية، لم تكن تبعيتهم السياسية ثابتة؛ ففي لبنان توزعت زعامتهم بين بيتين سياسيين متضادين، وفي سوريا حافظوا على مسافة من مراكز القرار دون أن يخرجوا عنها، وفي إسرائيل برزوا كأقلية مندمجة جزئيًّا لكنها قلقة من مستقبل هويتها.
السياسة عند الدروز ليست امتدادًا للمذهب، بل امتداد لحاجتهم التاريخية إلى الضمان: ضمان البقاء، وضمان الاستقلال النسبي، وضمان ألا تُفرض عليهم معادلة لا يختارونها.
هم ليسوا طائفة تقودها النزعة الثورية، بل طائفة تقودها الذاكرة.
هم أهل الجبل، وفي الجبل لا تُقاس القوة بالعدد، بل بالقدرة على الصمود والبقاء.
تقرير: علي حبيب