Mask
Logo

undefined

السلطات التركية تجلي أكثر من 50 ألف شخص بسبب حرائق إزمير

2025-07-01

في مشهد متكرر كل صيف، تمتد الحرائق من غابات المتوسط إلى قلب أوروبا، وسط درجات حرارة غير مسبوقة، وعمليات إجلاء واسعة، وتحذيرات من منظمات الأرصاد والمناخ.

ففي تركيا، لا تزال ستة حرائق كبرى مشتعلة في ولايتي إزمير ومانيسا، أجبرت السلطات على إجلاء أكثر من خمسين ألف شخص من بلدات ومناطق سكنية، وأعلنت وزارة الزراعة والغابات تسجيل 342 حريقًا في الغابات منذ الجمعة، وسط رياح نشطة تزيد من توسع النيران.

وفي فرنسا، اندلعت سبعة حرائق متزامنة في منطقة كوربيير جنوب البلاد، والتهمت أكثر من 400 هكتار، مع درجات حرارة وصلت إلى 41 درجة مئوية، وأُغلقت نحو 1900 مدرسة، بينما يشارك مئات رجال الإطفاء في محاولة السيطرة على الوضع.

أما في اسكتلندا وكاليفورنيا واليونان والمغرب، فتبذل فرق الإطفاء جهودًا لليوم الثالث على التوالي للسيطرة على حرائق غابات واسعة اندلعت في غابات وقرى ومرتفعات، وسط تحذيرات متزايدة من خطرها على السكان ونقص الموارد المتاحة للاستجابة.

وتسجل أوروبا معدلات حرارة قياسية، حيث ترتفع درجاتها بمعدل ضعف المتوسط العالمي، بحسب هيئة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ، ويُعد شهر يونيو الحالي من بين الأشهر الخمسة الأشد حرارة في تاريخ القارة، فيما سجّلت إنجلترا أحر يونيو منذ عام 1884.

لكن هل كل هذه الحرائق سببها التغير المناخي فقط؟ تقارير دولية عديدة تؤكد أن النشاط البشري مسؤول عن النسبة الكبرى من حرائق الغابات.

فيما يقدّر تقرير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) أن 90% من حرائق الغابات حول العالم ناتجة عن تدخل بشري، سواء بالإهمال أو الإشعال المتعمد، وفي الولايات المتحدة، أفادت إدارة الغابات أن أكثر من 87% من الحرائق بين 2017 و2021 كانت بسبب الإنسان.

أما في أستراليا، فخلال حرائق 2019-2020، وُجهت اتهامات لأكثر من 180 شخصًا، بينما في الجزائر، تم توقيف أكثر من 70 مشتبهًا به عام 2021 لإشعال حرائق عمدًا، في حين في اليونان، أكدت الحكومة العام الماضي أن عددًا من الحرائق كان نتيجة أعمال إجرامية أو إهمال مباشر.

وفي ظل هذا الواقع، يتجدد سؤال جدلي بين من يعتبر أن الحرائق سببها التغيير المناخي، وبين منكري هذه النظرية وعلى رأسهم ترامب الذي يعتبرها خدعة، في حين تصطف خلف نظرية ترامب نظريات المؤامرة التي تؤكد أن الحرائق مفتعلة ولا علاقة للتغير المناخي بها. لكن الثابت في كل ما يجري أن خريطة الحرائق تتجدد كل عام وهي في توسع.


تقرير: صهيب الفهداوي


Logo

أخبار ذات صلة