2025-07-10
في عالم يختلط فيه صوت المظلومية بصدى المصالح، اختارت فرانشيسكا ألبانيزي أن تمشي عكس التيار. فمنذ توليها منصب المقررة الخاصة بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جعلت من إنصاف الفلسطينيين أسلوب حياة لا مجرد مهمة وظيفية.
ومنذ تعيينها بهذا المنصب، تسلحت بالحقائق بدل الدبلوماسية، وسخرت منصبها لإدانة الاحتلال لا لتبريره. وفي وجه صمت دولي مطبق، جاءت تقاريرها لتكشف تواطؤ أكثر من 60 شركة مع آلة الحرب الإسرائيلية، وتضع أمام العالم مرايا تعكس ما لا يريد أن يراه: مجازر، وحصار وإبادة جماعية.
وكان الرد الأميركي سريعا: فرض عقوبات عليها، واتهامها بالتحيز، في محاولة لكسر صوتها وعزلها.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن مساعيها لدفع المحكمة إلى التحقيق مع مواطنين أميركيين وإسرائيليين أو القبض عليهم أو احتجازهم أو مقاضاتهم تمثل تعديا على سيادة البلدين، مؤكدا أنهم لن يتسامحوا مع الحملات السياسية والاقتصادية التي تهدد المصالح الوطنية والسيادة الأميركية.
فيما رحب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون عبر منصة إكس بالقرار الأميركي، منددا بالحملة المتواصلة والمنحازة ضد إسرائيل والولايات المتحدة التي تقودها فرانشيسكا.
لكن هذه الحملة لم تثنها عن مضيها في قول الحقيقة، وكأنما صاغت لنفسها تعريفا جديدا قوامه الضمير لا المجاملة، وما بين تغريداتها الدافئة ومواقفها الصارمة، بات اسم فرانشيسكا ألبانيزي رمزا لضمير لا يشترى، وامرأة دفعت ثمن الحقيقة وحدها في مواجهة لوبيات جبارة.
وفي وقت يلاحق فيه صوت العدالة بالعقوبات، تصبح مواقف ألبانيزي رواية مقاومة في وجه عالم أغمض عينيه عن غزة، وفتح جيوبه أمام أرباح الحرب.
إنها امرأة تصر على أن الكرامة ليست وجهة نظر، وأن العدالة لا تشترى بالدبلوماسية.
تقرير: علي الموسوي