في خطوة تعتبر الأوضح منذ عقود تجاه نزاع لم يُحسم بعد، تغيّر جديد في خارطة المواقف الدولية حول ملف الصحراء الغربية.

فبريطانيا، صاحبة التاريخ الطويل في السياسة الخارجية، تُعلن صراحةً دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، حيث وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في تصريحات رسمية، مبادرة الحكم الذاتي المغربية بأنها "الأكثر مصداقية" لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من أربعين عامًا.

ورحبت الرباط بالموقف البريطاني الجديد، واعتبرته دعمًا للمسار الأممي نحو تسوية دائمة، وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن هذه الخطوة تعزز الدينامية الدولية المؤيدة للخطة المغربية.

في المقابل، أعربت الجزائر عن أسفها لتغيير الموقف البريطاني، وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان رسمي، إن المبادرة المغربية لم تُعرض يومًا على الصحراويين كأساس تفاوضي، ولا تعتبرها الأمم المتحدة مقترحًا جديًا يمكن البناء عليه لتسوية النزاع.

ويأتي الموقف البريطاني الجديد في سياق تحولات دبلوماسية تشهدها القضية، بعد دعم مماثل من الولايات المتحدة ودول أوروبية، لكن مستقبل هذا الملف لا يزال مرهونًا بتوافق أممي شامل، ومفاوضات لم تُستأنف فعليًا منذ سنوات.

وفي صحراء تطالب بها أطراف متعددة، يبدو أن الصراع السياسي ما زال أطول من المسافة التي تفصل الرباط عن العيون.

تقرير: علا شفيع