2025-07-16
من ملاذ آمن إلى ساحة فوضى مسلحة دون إنذار...
السويداء السورية تفقد استقرارها وسط اشتباكات دامية وأعمال عنف غير مسبوقة، تسببت بحالة من الذعر والنزوح الجماعي.
الاشتباكات تتجدد داخل المدينة التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، بعد يومين من المواجهات العنيفة بين أبناء الطائفة الدرزية ومسلحين من البدو، ما دفع مئات العائلات للفرار باتجاه ريف درعا الشرقي، وفق وسائل إعلام محلية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن مقتل العشرات منذ الأحد، متحدثاً عن إعدامات ميدانية نفذتها قوات الأمن السورية في المدينة.
السكان بدورهم تحدثوا عن حملات ترهيب وانتقام طالت الأهالي على يد عناصر الأمن.
وفي محاولة لوقف التصعيد، دعت هيئات روحية درزية المقاتلين لتسليم السلاح وتجنب مواجهة القوات الحكومية.
التحركات الدولية لم تتأخر...
المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك، عبر عن قلقه العميق، معتبراً أن سوء التنسيق وضعف التواصل يعقدان فرص الوصول إلى تهدئة متوازنة تراعي مصالح الجميع.
تزامناً، تواصل قوات النظام السوري انتشارها داخل السويداء، في وقت تطالب فيه واشنطن من تل أبيب وقف ضرباتها ضد مواقع الجيش السوري جنوباً، بعد سلسلة غارات استهدفت مواقع عسكرية في السويداء وريف درعا.
ورغم تعهد إسرائيل بوقف التصعيد، واصلت مقاتلاتها التحليق في أجواء الجنوب السوري، منفذة ثلاث غارات جديدة على أطراف السويداء، ورابعة طالت اللواء 52 في ريف درعا الشرقي.
تل أبيب تقول إنها تتحرك لحماية الدروز، فيما تبرر دمشق تصعيدها بمحاولة فرض الأمن.
وبين وعود الحماية وحجج الاستقرار، تبقى أرواح المدنيين ضحية لصراع مفتوح، يدار ببروتوكولات متباينة، على أرض باتت تفتقد للسلم والأمان.
تقرير: إيسامار لطيف