2025-05-12
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوجه إلى الشرق الأوسط في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات. ويأمل خلالها أن يبرم على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
البيت الأبيض أكد أن ترامب يتطلع إلى "عودة تاريخية" إلى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي. زيارة تطغى عليها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
ترامب اختار في مطلع ولايته الأولى قبل ثمانية أعوام، الرياض محطة خارجية أولى له، في زيارة طبعتها صورة له وللملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يضعون أيديهم على بلورة متوهجة.
يتوقع أن تبرم الدول الثلاث صفقات مع إدارة ترامب تشمل مجالات الدفاع، والنقل الجوي، والطاقة، والذكاء الاصطناعي.
على رغم ذلك، لن يكون في مقدور ترامب تجنّب قائمة طويلة من الأزمات الإقليمية، بما في ذلك حرب غزة، والتوتر مع المتمردين الحوثيين في اليمن، والمرحلة الانتقالية في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
جدول الزيارة الإقليمية لا يشمل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، إسرائيل. وأثار استبعاد إسرائيل تساؤلات بشأن توتر محتمل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ويتوقع أن مساعي ترامب، منذ ولايته الأولى، لإبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل ستبقى على نار هادئة، طالما أن الرياض تشدد على تحقيق تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية قبل أي اتفاق مع إسرائيل.
في المقابل، يحتل الملف النووي الإيراني مرتبة متقدمة على جدول أعمال الزيارة، خصوصاً أن الجولة الرابعة من المباحثات بين واشنطن وطهران في مسقط انتهت بانقسام حاد بشأن تخصيب اليورانيوم.
في الأثناء، حذرت الجمهورية الإسلامية الرئيس الأميركي من مغبة تغيير التسمية الرسمية للخليج، بعدما أفادت تقارير صحافية بأنه يعتزم إطلاق اسم "الخليج العربي" أو "خليج العرب" على المسطح المائي الذي تعتبره إيران "الخليج الفارسي" منذ قرون عدة.
وتثير زيارة ترامب تساؤلات بشأن تضارب المصالح بين استثماراته الخاصة والعلاقات السياسية مع دول ثرية. وفي حين شدد البيت الأبيض على أن الأعمال التجارية لترامب وعائلته لن تكون موضع بحث خلال زيارة الرئيس الأميركي، إلا أن بعض الاتفاقات المبرمة في الآونة الأخيرة تترك مجالاً للتساؤل.
تقرير: صهيب الفهداوي