Mask
Logo

undefined

تصاعد التوتر في البقاع اللبناني وسط دعوات حكومية لتفعيل لجنة الميكانيزم

2025-10-23

صواعق تهز الأرض، انفجارات متلاحقة، ودخان أبيض يلتهم سماء البقاع شرقي لبنان، فيما تحوم طائرات الاستطلاع فوق المنطقة في مشهد أشبه بساحة حرب مفتوحة، بعد غارات إسرائيلية استهدفت ما قالت إنه معسكر استُخدم لتدريب عناصر "حزب الله" وتأهيلهم بهدف التخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات ضد الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى بنى تحتية لإنتاج الصواريخ الدقيقة.

هي من أعنف الغارات منذ وقف إطلاق النار، وتزامنت مع جولات على الرؤساء من قبل الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد، رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية التي تعرف باسم "الميكانزيم".

وعلى وقع تحليق المسيّرات الإسرائيلية فوق المناطق اللبنانية، تتمسك الدولة اللبنانية بالميكانيزم كخيط أمل، فيما يسوّق الحزب لنفسه على أنه المنتصر في هذه المعادلة.

وفي خضم التصعيد، دعا رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى تحرك دولي عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والضغط على تل أبيب للانسحاب من الأراضي الجنوبية، ليتمكن الجيش اللبناني من دخولها وتفكيك منشآت حزب الله وتطبيق بنود الورقة الأميركية. طلب عون قوبل برد إيجابي من حيث الظاهر، بحيث أكد الجنرال الأميركي كليرفيلد أن اجتماعات لجنة الإشراف ستصبح دورية لتثبيت التهدئة.

لكن خلف الوعود، تتكاثر التحذيرات الغربية من تصعيد وشيك، إذ حذّر المبعوث الأميركي توماس براك من أن الوقت نفد، وأن على الحكومة اللبنانية فرض سيادتها قبل أن يفوت الأوان.

رئيس الحكومة نواف سلام يظهر إيجابية في ملف حصر السلاح، ويؤكد لوفد الميكانيزم التزام لبنان بتنفيذ هذا البند في جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام الحالي.

بالمقابل، لحزب الله رأي آخر، فالأمين العام نعيم قاسم جاهر بجهوزيتهم لخوض حرب أخرى ضد إسرائيل إذا لزم الأمر، متسلحاً بدعم معنوي إيراني وتطمينات خامنئية حول قدراته العسكرية، ويسوّق لنفسه على أنه المنتصر متجاهلاً خسائره الثقيلة وتراجع نفوذه الداخلي وحجم المخاطر التي تحيط بلبنان وشعبه المنهك أصلاً من الحروب والصراعات.

وفي خضم هذا الواقع المأزوم، يسكن الشارع اللبناني هاجس عودة الحرب، فيما ما دُمر قبل سنة تقريباً لا يزال ينتظر التسويات لإعادة إعماره وعودة من هُجروا إلى قراهم.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة