المشهد في الكوت كان صادماً ومفجعاً. فقد تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف من مركز تجاري حديث مكوّن من خمسة طوابق وسط محافظة واسط، والذي يضم مطعماً وهايبر ماركت لم يكمل أسبوعه الأول منذ الافتتاح.

من جانبها، نعت وزارة الداخلية العراقية في بيان رسمي ضحايا الحريق، مؤكدة أن معظم القتلى قضوا اختناقاً داخل الحمامات بسبب الدخان الكثيف، في حين تم العثور على 14 جثة متفحمة لم تعرف هويتها بعد.

ورغم خطورة الوضع، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ 45 شخصاً علقوا داخل المبنى، حيث تواصلت الجهود لساعات طويلة وسط ظروف صعبة. ووفقاً للدفاع المدني العراقي، فإن تصميم المبنى وسرعة انتشار النيران أديا إلى تعقيد مهمة الإنقاذ والإخلاء.

على إثر ذلك، شكلت وزارة الداخلية لجنة تحقيق عليا برئاسة المستشار الفني للوزير، بالإضافة إلى عضوية كبار المحققين والفنيين المختصين، وذلك للكشف عن الأسباب الدقيقة التي أدت إلى هذه الفاجعة، وتحديداً معرفة الجهات المسؤولة.

كما أكدت الوزارة أنها لن تتهاون في محاسبة أي طرف يثبت تقصيره، وذلك التزاماً بالحق والعدالة، إضافة إلى حرصها على سلامة المواطنين.

وقد أعادت فاجعة الكوت تسليط الضوء مجدداً على ضرورة مراجعة إجراءات السلامة في المباني التجارية والخدمية، وذلك لوضع حد للاستهتار بأرواح المواطنين، بعد سلسلة من الحوادث المشابهة وقعت في السنوات القليلة الماضية.

تقرير: مالك دغمان