جاء البيان من موسكو لا يحمل تأويلاً ولا يحتمل اللبس. "لم نعد ملتزمين بوقف نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى". هكذا قالتها الخارجية الروسية، معلنة طي صفحة الهدنة النووية التي التزمت بها منذ انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ النووية عام 2019.

روسيا تتهم الولايات المتحدة باللعب بالنار وتشير إلى تحركات عسكرية لم تعد خفية. اختبارات لصواريخ جديدة، تجهيزات تحت الأرض، ونقل وحدات قتالية إلى أماكن حساسة، من الدنمارك إلى الفلبين، ومن أستراليا إلى قلب المحيط الهادئ.

منذ انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، بقيت روسيا في وضع الترقب، لكن بصمت مشوب بالحذر. واليوم جاء الرد لا بالصراخ بل بقرار استراتيجي.

الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الذي لا يترك فرصة دون تصعيد، كتب بالإنجليزية على منصة إكس: الواقع تغير وعلى أعدائنا أن يستعدوا لما هو مقبل.

بيان موسكو لم يكن مجرد رد بل تحول في قواعد اللعبة ورسالة واضحة بأن مرحلة الترقب انتهت وأن زمن الصواريخ عاد.

وبين طي صفحة الهدنة النووية وفتح أبواب سباق تسلح جديد، يبدو أن العالم يعود بخطى متسارعة إلى أجواء الحرب الباردة، لكن هذه المرة الأسلحة أسرع والتكنولوجيا أدق والمخاطر أكبر.

تقرير: لافا أسعد