2025-11-03
تحت ذريعة منع حزب الله من إعادة بناء ترسانته العسكرية، تدفع إسرائيل باتجاه توسيع عمليات القصف الجوي داخل لبنان، بما يهدد ما تبقى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نحو عام. يشمل التصعيد الإسرائيلي استهداف ما تقول إسرائيل إنها بنى عسكرية يعيد حزب الله بناءها، فضلا عن عمليات اغتيال شبه يومية لقيادات وعناصر من الحزب، في واقع ينذر بأحسن الأحوال بعودة الأعمال القتالية عبر الحدود، إذا ما استبعد خيار الحرب واسعة النطاق.
وتتقاطع الرواية الإسرائيلية حول نشاط حزب الله مع تقارير إعلامية غربية تفيد بمساعي الحزب لإعادة التسليح، عبر طرق التهريب فضلًا عن تصنيع ذاتي لبعض معداته العسكرية. وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فإن معلومات استخباراتية إسرائيلية وغربية كشفت أن حزب الله المدعوم من إيران يعيد تخزين الصواريخ قصيرة المدى وكذلك صواريخ مضادة للدبابات وقذائف المدفعية.
ووفق المعطيات التي أوردها التقرير، فإن الموانئ البحرية اللبنانية تشكل إحدى مسارات حزب الله لإعادة التسلح، وكذلك من خلال طرق التهريب عبر سوريا التي ما زالت تعمل رغم ضعفها، فيما يسعى حزب الله كذلك إلى تصنيع بعض الأسلحة الجديدة بنفسه وفق ما يورده التقرير.
وتشير مصادر الصحيفة الأميركية إلى أن إسرائيل بدأت تفقد صبرها حيال مساعي حزب الله لإعادة التسلح، وهو ما تعكسه التهديدات الإسرائيلية شبه اليومية للبنان، كان آخرها تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لن تسمح للبنان أن يمثل جبهة متجددة.
وتتقاطع تلك تصريحات مع ما يبدو إحباطا أميركيا إزاء العجز الذي تبديه الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بعملية حصر السلاح، وهو ما عكسته تصريحات المبعوث الأميركي توم بارك الذي وجه انتقادات حادة للبنان بعد وصفه بالدولة الفاشلة. وتلك تصريحات عدها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني أنها تعكس إدراكا أميركيا بصعوبة نزع سلاح حزب الله.
لكن ثمة بين الساسة الأميركيين من يعارض توجهات الإدارة الحالية إزاء الحالة اللبنانية، فالمبعوث الأميركي السابق للبنان آموس هوكستين، وحول سؤاله عن تصريحات بارك، اعتبر أن لبنان ليس بحاجة إلى تصنيفات، داعيا المجتمع الدولي إلى تبني مقاربة حقيقية حيال الملف اللبناني.
تقرير: نادر علوش