في قمة طغت عليها الرمزية بقدر ما حفلت بالنقاشات، شهدت ألاسكا لحظات غير سياسية لافتة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حملت في طياتها رسائل لا تقل عمقا عن فحوى الكلمات الرسمية.

وربما كان المشهد الأبرز والأكثر إثارة للجدل ظهور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بسترة بيضاء تحمل شعار الاتحاد السوفيتي السابق، في إطلالة خرجت عن المألوف للدبلوماسيين، وأقرب ما تكون إلى عرض أزياء سياسي أكثر منها إلى حضور رسمي تقليدي.

لكن قاذفة الشبح B2 أنست الصحافة سترة لافروف، ففي لحظة استعراض لافتة خلال مراسم الاستقبال، حلقت القاذفة الأميركية الأشهر برفقة طائرات مقاتلة، في عرض غير معتاد بعث برسالة واضحة بأن السماء لا تزال تحت الهيمنة الأميركية.

وخلال القمة، كسر بوتين تقليده الخاص بالتنقل بسيارته الرئاسية "أوروس"، ليصعد داخل سيارة "ذا بيست"، أو كما يسميها الأميركيون "الوحش"، وهي سيارة الليموزين الرئاسية الشديدة التحصين.

ساكن البيت الأبيض بدوره كسر بعض القواعد، متجاوزا الأعراف الدبلوماسية المعتادة، حيث استقبل بوتين بنفسه في المطار.

ولم يكن القيصر الروسي بعيدا عن كسر البروتوكولات، حيث استهل المؤتمر الصحفي المشترك بكلمته أولا، خلافا لما هو متعارف عليه بأن يبدأ الرئيس الأميركي الحديث.

وبحسب مراقبين، لم تكن هذه التغييرات عشوائية أو وليدة اللحظة، بل مدروسة ومقصودة لتعكس نوعا من التكافؤ أو حتى شراكة خارج السياق التقليدي بين الجانبين.

تقرير: إيسامار لطيف