2025-09-19
للمرة الأولى منذ ثلاثة عشر عاماً، تعود مناورات "بحر الصداقة" إلى مياه شرق المتوسط، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية رسمياً أن التدريبات ستجري بين 22 و26 سبتمبر الجاري، بمشاركة وحدات بحرية من الجانبين.
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، أن الهدف من هذه التدريبات هو تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز قابلية العمل المشترك بين القوات البحرية المصرية والتركية.
لكن خلف هذا التصريح المقتضب تكمن دلالات سياسية وأمنية أعمق. فالمناورات تأتي في ظل تقارب سياسي متدرج بين القاهرة وأنقرة بدأ قبل نحو عامين، وبلغ ذروته بإعادة تبادل السفراء ولقاء القادة في مناسبات إقليمية ودولية.
العودة إلى التعاون العسكري تحمل رسالة تتجاوز المجاملات الدبلوماسية. ففي شرق المتوسط، حيث تتقاطع مصالح الطاقة والسيادة البحرية، تحولت المنطقة إلى ساحة تنافس بين قوى متعددة، ما يجعل أي تحرك عسكري—even في شكل مناورات مشتركة—محط أنظار اللاعبين الإقليميين.
التركيز على القوات البحرية يعكس أهمية الملفات المرتبطة بالمياه الإقليمية، وطرق الملاحة، وأمن منصات الغاز الطبيعي، إضافة إلى الردع في مواجهة التهديدات غير التقليدية مثل الإرهاب البحري أو الهجرة غير الشرعية.
وبالنسبة لمصر وتركيا، وهما دولتان محوريتان في المنطقة، فإن تطوير القدرة على العمل المشترك في البحر قد يترجم لاحقاً إلى تنسيق أوسع في ملفات إقليمية تمتد من ليبيا إلى فلسطين.
التاريخ القريب للعلاقات المصرية التركية كان مليئاً بالتوتر، خصوصاً بعد عام 2013، لكن التحولات في أولويات السياسة الخارجية والانشغالات الداخلية لدى الطرفين دفعت باتجاه تجاوز الخلافات والبحث عن أرضية مشتركة.
تقرير: لافا أسعد