وجه الرئيس مسعود بارزاني رسالة خلال مؤتمر "وحدة الصف والموقف الكوردي" في قامشلو السورية، قرأها ممثله الدكتور حميد دربندي.
وشدد الرئيس بارزاني في رسالته على أن "هذا المؤتمر خطوة مهمة وتاريخية ضمن جهود بناء وحدة الكورد وتحديد رؤية موحدة ومشتركة لإيجاد حل عادل للقضية الكوردية؛ بما يضمن المشاركة الحقيقية للشعب الكوردي في وطنه، كما يساهم في مشاركتكم ببناء مستقبل أفضل للسوريين كافة."
وفي ما يلي نص رسالة الرئيس بارزاني كاملة :
"بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة الأعزاء..
الحضور الكرام..
من دواعي السعادة أن أتوجه إليكم بأطيب التحيات في هذه المناسبة المهمة ومن خلالكم إلى شعبنا في غرب كوردستان (كوردستان سوريا)..
إن هذا المؤتمر خطوة مهمة وتاريخية ضمن جهود بناء وحدة الكورد وتحديد رؤية موحدة ومشتركة لإيجاد حل عادل للقضية الكوردية بما يضمن المشاركة الحقيقية للشعب الكوردي في وطنه، كما يساهم في مشاركتكم ببناء مستقبل أفضل للسوريين كافة.
وفي هذا الإطار، أتوجه بشكري تقديري إلى ما بذله السيد مظلوم عبدي من جهود وكذلك لجهودكم جميعاً في تنظيم والتحضير لإقامة هذا المؤتمر، وآمل أن تواصلوا بذل كل ما يمكن لرفع مستوى التفاهم والتعاون المشترك بين صفوف شعبنا.
في الحقيقة فأن الشعب الكوردي في سوريا تعرض وطوال عقود للتهميش وكل أنواع الإقصاء والإنكار والقمع. واليوم، في ظل التغييرات المتسارعة التي تحدث في سوريا والمنطقة وستستمر مستقبلاً أيضاً، ثمّة فرصة كبرى سانحة لشعبنا. وتقع على عاتقكم مسؤولية تاريخية جسيمة للتغلب على التحديات الراهنة، وإعداد مشروع موسع ومناسب يعبّر عن تطلعات شعبنا، ضمن إطار سوريا موحدة، وحرة وديمقراطية.
إزاء التهديدات الأخيرة في المنطقة، تبدو جليةً أهمية النضال الديمقراطي والسلمي كأداة استراتيجية لضمان حقوق شعبنا وتلبية تطلعاته. وفي هذا الإطار نؤكد هنا مرة أخرى أن الحل السلمي والدبلوماسي هو الأهم دائماً ويعد الطريقة المثلى لتحقيق نتائج أفضل في تسوية القضايا المعقدة.
أيها الأعزاء، أنتم على دراية تامة بالتداعيات السلبية المباشرة للحروب والعنف على الشعب السوري، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، وتهجير الملايين، وتقويض النسيج الاجتماعي وتعطيل مفاصل الحياة وتفاقم مخاطر العنف والطائفية والإرهاب.
لذا فأننا ندعم بناء سوريا جديدة، ديمقراطية، تعددية، تحقق المساواة وتضمن حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، وإزالة مخلفات الظلم والدكتاتورية، كما نؤكد دعمنا لصياغة دستور جديد يكفل هذه المبادئ ويضمن ويعزز الأمن والاستقرار والتوازن والتعايش والتسامح في البلاد، وهذا يشكل خطوة أساسية لبناء مستقبل زاهر لكل السوريين وضمان الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لجميع المواطنين.
أيها السادة،
أؤكد مرة أخرى أن توحيد الصف الكوردي وبناء أساس مشترك هو المفتاح الأساسي للوصول إلى حل عادل ومستدام للقضية الكوردية في سوريا، وعلى هذا الأساس، فإن تشكيل وفد كوردي مشترك للحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق خطوة ضرورية باتجاه مشاركة حقيقية في بناء مستقبل البلاد وضمان حقوق شعبنا الكوردي، والمساهمة الفاعلة في عملية صنع القرار السياسي.
كما نؤكد على أهمية تعزيز أواصر التآخي بين الكورد وجميع المكونات الأخرى للشعب في الجارة سوريا، إلى جانب المضي قدماً في ترسيخ السلم المدني ودعم ثقافة التسامح والمصالحة الوطنية، وضمان أن يكون مستقبل سوريا مبنياً على أسس الشراكة والاحترام المتبادل والمواطنة المتساوية، كأساس متين لبناء دولة مسالمة وعادلة للجميع.
في الختام، أتمنى لكم النجاح في مؤتمركم هذا. وآمل أن تصبح مخرجاته سبباً في تقدير نضال وما قدمه شعبنا ويكون في مستوى كفاح وتضحيات وتاريخ الشعب الكوردي، كما أجدد تأكيد دعمي الكامل لأي مسعى مخلص يهدف إلى توحيد الصف الكوردي والعمل معاً من أجل مستقبل آمن وواعد لشعبنا.
دمتم بأمان الله وحفظه
مسعود بارزاني
26 نيسان 2025".