2025-07-07
في موقف أميركي حاسم، اعتبر موفد واشنطن إلى لبنان توم باراك أن حزب الله مشكلة لبنانية داخلية، وأن لا حل لها من الخارج. موقف يضع السلطات اللبنانية أمام مسؤولياتها، انطلاقاً مما ورد في خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزيف عون، وكذلك البيان الوزاري لحكومة نواف سلام، لا سيما فيما يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة.
وفق توم باراك، الذي التقى القادة اللبنانيين، فإن الولايات المتحدة راضية للغاية عن رد لبنان على مقترحها بشأن ترتيبات أمنية تتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل، من بينها نزع سلاح حزب الله. كان ذلك تصريحاً لافتاً لم يعكس المناخ الداخلي الذي يُشاع بشأن تمسك حزب الله بسلاحه، ورفضه ما يصفها أمينه العام نعيم قاسم بالإملاءات.
منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، الذي أنهى حرب الإسناد، كرّست إسرائيل معادلة جديدة ضمنت لها حرية الحركة في سماء لبنان، حيث شنت ولا تزال عشرات الغارات داخل الأراضي اللبنانية، استهدفت مواقع وعناصر لحزب الله وسط عجز لبناني واضح عن الرد، ما أسقط كذلك معادلة الردع التي كرّسها الحزب طيلة سنوات، بعد حرب تموز ألفين وستة.
رغم هذا العجز، بقي حزب الله، عبر مواقف أمينه العام، متمسكاً بسلاحه، مؤكداً أنه قادر على المواجهة. وإذ يبدي استعداده لمناقشة استراتيجية دفاعية مع الدولة اللبنانية، يشترط أولاً انسحاباً إسرائيلياً من التلال الخمس وبدء مرحلة إعادة الإعمار، في وقت تتصاعد الغارات الإسرائيلية، وسط اتهامات لحزب الله بالعمل على إعادة تأهيل مواقع عسكرية في جنوب الليطاني.
ما من شك أن هذه المواقف تبقي لبنان في دائرة خطر استجرار حرب إسرائيلية جديدة لا يمكن التنبؤ بمستوى الدمار الذي قد تحدثه، لعدة اعتبارات، منها أن الظروف اختلفت تماماً، فلم يعد حزب الله هو نفسه قبل حرب الإسناد، وكذلك إيران لم تعد ذاتها قبل المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، فيما تحمل إسرائيل هذه المرة لبنان كدولة مسؤولية التهديدات التي يشكلها حزب الله، وتقول إنها عاجزة عن نزع سلاح الحزب، ملوّحة باستئناف الحرب والتكفّل وحدها بإنجاز هذه المهمة.
تقرير: نادر علوش