Mask
Logo

مجتمع

دمشق تعيد ترتيب علاقاتها الدولية بخطوات محسوبة

2025-10-20

بعد 14 عاما من الركام والرماد تنهض دمشق من بين الأطلال لا لتروي ما كان، بل لتعيد كتابة ما سيكون، فالبلد الذي كان عنوانا للصراع يحاول اليوم أن يكون عنوانا للعودة، إذ تتحرك دبلوماسيته من واشنطن إلى أنقرة، ومن موسكو إلى بكين بخطوات محسوبة لتختبر خطوط التماس بين المصالح والمواقف.

ففي موسكو كان اللقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لقاء بين رئيس جديد وذاكرة قديمة، فتحت فيه الملفات لكن دون أن تطوى الصفحات بالكامل، ودمشق تحترم ما مضى من اتفاقيات لكنها تراجعها بندا بندا، بينما روسيا من جهتها تتمسك بخيوط نفوذها في المتوسط، وتعرف أن خسارة دمشق تعني خسارة آخر موطئ قدم في الجنوب الدافئ.

وفي بكين حيث الحذر لغة لا تترجم، تراقب الصين دمشق بعينين، عين المصالح وعين المخاوف، وقد أشار بيان سابق للسفارة الصينية في سوريا، إلى خطر المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، في إشارة إلى حركة تركستان الشرقية الإسلامية المدرجة على قوائم الإرهاب، فهي عقدة تقلق بكين، والإعمار الذي يقدر بـ 900 مليار دولار إغراء لا يقاوم.

وبين القلق والإغراء تحاول الصين أن تمد يدها دون أن تفتح ذراعيها بالكامل، ليعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن زيارة مرتقبة إلى الصين، فالعلاقات مع الصين تعود إلى مسارها الصحيح بعد سنوات من اصطفاف بكين إلى جانب النظام السابق.

والطريق ليس سهلا، وهذا ما تدركه دمشق، فهي تعيد ترتيب أوراقها بين موسكو وبكين، وفي الوقت نفسه تحيي واشنطن بيد وتبتسم لأنقرة الجار القريب.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة