Mask
Logo

مجتمع

الصحفيون يختارون الحقيقة على مواجهة المخاطر

2025-11-02

في اللحظة التي يختار فيها الصحفي أن يلتقط كاميراته بدلا من حمل السلاح وأن يكون حاملا للحقيقة لا للرصاص، وفي اللحظة التي يقرر فيها أن الكلمة أكثر قوة من الطلقة فهو يقرع باب المخاطر بيدين عاريتين.

عداد ضحايا الكلمة الحرة ارتفع بشكل غير مسبوق خلال السنتين الأخيرتين، وكانت حصة الأسد من هذا الصعود المروع من نصيب لبنان وفلسطين وسوريا والسودان حيث تصدرت هذه البلدان قوائم الأزمات الدامية التي لم ترحم الصحفيين.

البداية من غزة حيث العدد الأكبر والوجع الأكبر أيضا، لم يكن هؤلاء الصحفيون مجرد مراسلين عاديين فقد عملوا حتى جف دمهم وسط القصف والرعب والجوع رأوا أحبتهم يُقتلون ومع ذلك استمروا في نقل رسالتهم شهدوا دمار أوطانهم ولم يتراجعوا تعرضوا للتهديدات والضغوط لكنهم دائما ما وجدوا حلا لكل مصاعب وعندما واجهوا الموت لم يقاوموه فقد استسلموا لقدرهم بينما كانت الكاميرا والميكروفون شاهدا على اللحظة الأخيرة في تغطية كانت لهم البطولة فيها.

وفي لبنان خلال المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله استُهدف 25 صحفيا وصحفية 9 منهم قُتلوا و16 أُصيبوا وفقا لمؤسسة سمير قصير، وهذه الأرقام ليست إلا جزءا من تراجيديا مستمرة.

وفي السودان، الصحفيون لا يواجهون فقط الموت بل الإخفاء القسري والاعتقال والتعذيب، "مراسلون بلا حدود" وثقت العديد من حالات التضييق على الصحافة في السودان حيث يتحول الصحفيون إلى أهداف في ظل النزاعات السياسية.

لكن هناك شيء أكثر مأساوية الإفلات من العقاب، ففي 9 من كل 10 حالات قتل للصحفيين لا يُحاسب الجناة بحسب اليونيسكو هذه ليست مجرد إحصائيات، بل هي جريمة مستمرة في حق الصحافة.

ورغم كل المخاطر، يظل الصحفيون في قلب المعركة لا يلينون يواصلون الكتابة والتصوير حاملي الأمانة لنقل الحقيقة مهما كانت العواقب لأنهم يعلمون أن غيابهم عن الميدان يعني اختفاء الحقيقة وأن كل كلمة وكل صورة قد تكون آخر ما يصلنا من الواقع.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة