Mask
Logo

مجتمع

تحركات مصرية وأميركية تحذر لبنان من ضربة إسرائيلية وشيكة

2025-10-27

تنشط الدبلوماسية الإقليمية والدولية على خط بيروت – تل أبيب بوتيرة متسارعة، في محاولة أخيرة لتجنّب انفجار عسكري واسع قد يشعل المنطقة بأسرها.

زيارات مصرية وأميركية متتالية إلى العاصمة اللبنانية تحمل في طيّاتها رسالة واضحة: الضربة الإسرائيلية أصبحت مسألة وقت، ما لم يتخذ لبنان خطوات حاسمة لحصر السلاح بيد الدولة.

احتمالات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل لم تعد مجرّد سيناريوهات محتملة، بل واقع تتعامل معه الحكومة اللبنانية بحذر بالغ مع اقتراب نهاية العام، أي المهلة المحددة لتطبيق مضمون الورقة الأميركية.

وتتحرك واشنطن عبر قنواتها الدبلوماسية لتطويق الانفجار قبل أن يحدث، بينما تحاول تل أبيب قلب المعادلة الميدانية لصالحها، مستفيدة من الضغوط الداخلية التي يواجهها الحزب وتراجع قدرته على فرض إيقاعه في الجنوب.

وفي هذا السياق، حمل مدير الاستخبارات المصرية حسن رشاد إلى بيروت رسالة شديدة اللهجة مفادها أن الضربة الإسرائيلية قادمة لا محالة، إلّا إذا أُعيد ضبط المشهد الأمني والسياسي سريعا.

مصر، التي تسعى إلى منع انزلاق المنطقة نحو حرب جديدة، تبدو منسّقة بالكامل مع واشنطن في هذا المسعى، وإن كانت تحاول إضفاء طابع وسطي على دورها بين التحذير والوساطة.

أما السفير المصري في بيروت علاء موسى، فقد أكد خلال لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا دعم القاهرة لموقف الدولة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الشرعية، مشددا على أنّ بلاده تبذل كل جهد ممكن لمنع إشعال حرب جديدة في المنطقة.

هذه الرسائل المصرية تلاقتها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي أجرت جولة تفقدية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس عشية زيارتها إلى بيروت.

فزيارتها لم تكن مجرّد تفقد تقني، بل حملت إشارات سياسية حادّة إلى كل من الحزب والحكومة، وملفات ستطرحها وتنتظر رداً عليها بأقرب فرصة. الملف الأول حصرية السلاح بيد الدولة، والملف الثاني إمكانية فتح قنوات تفاوض مباشرة مع إسرائيل.

وبحسب المجريات الحالية، يبدو أن واشنطن لن تنتظر طويلاً لبلورة الرد اللبناني، إذ يُتوقع أن تُمهل الموفدة الأميركية الحكومة فترة زمنية محدودة لاتخاذ قرارات فعلية، لا الاكتفاء برفع الشعارات السيادية المعتادة.

وفي مقابل الرسائل الأميركية والمصرية، جاء رد حزب الله على لسان أمينه العام نعيم قاسم حازمًا: احتمال الحرب موجود، لكنه غير مؤكّد، ونحن جاهزون لأي عدوان.

ويقف لبنان اليوم عند مفترق حاسم بين خيارين لا ثالث لهما: إما إعادة تثبيت سلطته الشرعية على كامل أراضيه وفتح الباب أمام تسوية سياسية تضمن الاستقرار النسبي، أو الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة قد تُغرق البلاد في فوضى لا قدرة لها على تحمّل تبعاتها الاقتصادية والأمنية.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة