2025-06-12
يستعد محمد للنزول من بيته، لا إلى مدرسة أو ملعب، بل ليتناول فطورًا يعينه على قضاء يوم شاق في ورشة والده. تنظر إليه أمه، ولسان حالها يتمنى لو كان ابنهما في وضع مختلف.
بين رائحة عوادم السيارات وأصوات الطرق على الحديد، يجلس محمد، الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، إلى جانب والده داخل ورشة صغيرة لتصليح السيارات، يعمل لساعات طويلة، يحمل معدات ثقيلة، ويساعد في تصليح المحركات.
محمد ليس وحده. ربما لم تجبره الحاجة على العمل، بل قادته ثقافة عائلية ترى في العمل المبكر طريقًا لتحمل المسؤولية وتقوية الشخصية، لكنها في الواقع، تسلبه أبسط حقوقه: الطفولة والتعليم والحلم.
وتشير تقارير منظمة العمل الدولية إلى أن أكثر من 160 مليون طفل حول العالم يعملون في ظروف قد تهدد صحتهم ونموهم النفسي، خاصة في المهن الشاقة. وفي مصر، يكشف آخر مسح للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن وجود نحو 1.5 مليون طفل عامل، أي ما يعادل 9% من إجمالي عدد الأطفال، غالبيتهم في ظروف سيئة وغير آمنة.
في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، تبقى قصة محمد تذكرة حيّة بأن كل يوم يقضيه طفل في العمل هو يوم يُنتزع من مستقبله. واقع يستوجب وقوف الدولة والمجتمع معًا لصنع مستقبل مختلف، لا يعمل فيه الأطفال، بل يتعلّمون، ويحلمون، ويعيشون طفولتهم كما يجب.
تقرير: أحمد الصفتي