2025-09-18
كان الناس يحتشدون على سورها، يستمعون إلى الأناشيد والقصائد الحماسية من أفواه أبنائهم. تلك المشاهد قبل نحو قرن في مدرسة أربيل الأولى.
في الباحة، يواجه الزائر تمثال إبراهيم أمين بالدار، أحد أبرز رواد التربية الكوردية، ومؤلف كتاب "ألف وباء" الذي طُبع لأول مرة عام 1951، واكتسب أهمية بعد سقوط الملكية وحصول الكورد آنذاك على حقهم في التعليم باللغة الكوردية، وظل يُدرَّس في المدارس حتى عام 2003.
المدرسة، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1926، حوّلتها حكومة الإقليم إلى متحف وأرشيف تربوي عام 2014، بحسب إدارة المتحف.
الفصول الدراسية تُخلّد اليوم على بواباتها أسماء المديرين الذين تعاقبوا على إدارة المدرسة، وشخصيات حققت مساهمات في نشر التعليم في أربيل.
كما تحمل الجدران صور أبرز من عمل ودرّس فيها، وتم أيضًا حفظ بعض أدواتهم ومقتنياتهم.
جمال جمباز، أحد رواد المدرسة، يأخذنا في رحلة عبر الذاكرة، يدخل الفصل الذي كان طالبًا فيه عام 1958، يستذكر زملاءه الذين تقلدوا فيما بعد مناصب وحققوا إنجازات.
ومن أبرز ما يعرضه المتحف، لوحة كبيرة لطلاب من قوميات وديانات مختلفة درسوا فيها: الكردي بابا شيخ صديق، العربي أسعد الراوي، التركماني صباح حكمت، المسيحي أرنين كركوز، واليهودي سيون ناحوم. لوحة تختصر فكرة المدرسة التي عُرفت آنذاك بمدرسة التعايش والتسامح.
بين الصور والدفاتر وأدوات التدريس، يستعيد أساتذة وطلاب قدامى ذكرياتهم، بينما يكتشف الزوار قصة أول مدرسة نظامية في أربيل. مدرسة صنعت ذاكرة التعليم وتحولت إلى متحف للأجيال.
تقرير: صهيب الفهداوي