Mask
Logo

لقاء-خاص

لقاء خاص مع الرئيس مسعود بارزاني

2025-01-25

الرئيس مسعود بارزاني في لقاء خاص على قناة شمس مع الإعلامي إيلي ناكوزي. يتحدث حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، ويسلط الضوء على التحديات الراهنة التي تواجه إقليم كوردستان ومستقبل الكورد في ظل التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة.


إيلي ناكوزي: مساء الخير، من 7 أكتوبر 2023 وبدء عملية طوفان الأقصى، إلى السهام الشمالية في سبتمبر 2024، وحرب إسرائيل على حزب الله 66 يومًا، ومن بعدها سقوط نظام الأسد بشكل مفاجئ في الثامن من ديسمبر 2024، وصولًا إلى عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أحداث في صلب قضايا المنطقة خلطت الأوراق السياسية وقلبت التوازنات، أحداث تعيد إلى الواجهة الملفات الكبرى، تفتح الباب على النقاش حول مستقبل المنطقة والقوميات، مستقبل الكورد في سوريا والمنطقة، الأوضاع الراهنة بين العراق وإقليم كوردستان، قراءة في انعكاس الأحداث على المنطقة ومستقبلها، أناقشها الليلة في هذا اللقاء الخاص. 

غبت عن العراق 15 عامًا، وعدت للقاء الرئيس مسعود بارزاني، فوجدته كما عرفته قبل أكثر من 20 عامًا، صاحب موقف صريح لا يحمل التأويل. توسعت همومه وتخطت كوردستان العراق، شملت كورد سوريا، وليكون ضامن السلام الكوردي التركي، ويحمل أعباء هجمات النظام الإيراني المتكررة على كورد إيران في جبال كوردستان بناسه ومقاتليه، حتى بات عرّاب الكورد وقضيتهم حول العالم. 

لطالما اقتنعت بأن شخصية الرئيس مسعود بارزاني محرجة للسياسيين، إذ إن صراحته تتعارض وفن السياسة وكذب السياسة.

فخامة الرئيس، أهلًا وسهلًا بك من جديد.

الرئيس مسعود بارزاني: أهلًا بك، هذه المرة من قناة شمس، القناة الكوردستانية الأولى الناطقة باللغة العربية، والتي تتوجه إلى جمهور عربي.

إيلي ناكوزي: شكرًا لك أولًا على تلبية الدعوة، ولماذا قناة شمس؟ 

هكذا سؤال عام قبل أن ندخل في تفاصيل المحاور الكثيرة. الكورد دائمًا ما كانوا يُتّهمون بأنهم انفصاليون. إطلاق قناة شمس اليوم، وكأنك تقول للعالم العربي: إننا جزء من هذا العالم العربي، جزء من هذه الأمة. هل تفسيري صحيح؟

الرئيس مسعود بارزاني: شكرًا على الدعوة، وأبارك لشعب كوردستان إطلاق قناة شمس، إن قناة شمس حققت طموحًا كبيرًا بالنسبة لنا. الهدف من قناة شمس هو نقل حقيقة كوردستان إلى العالم العربي، وإلى العالم، لأنه مع الأسف الشديد، لحد الآن، الحقيقة في كوردستان كانت غائبة، أو عندما كانت تُنقل، تُنقل ناقصة أو مشوهة، فلذلك نأمل أن تسد قناة شمس هذا النقص الكبير الذي كان موجودًا في المراحل السابقة.

إيلي ناكوزي: على كل حال، فخامة الرئيس، قبل أن أنتقل إلى الملفات السياسية، هناك أكثر من 200 إعلامي عربي من 20 جنسية يعيشون اليوم تجربة أربيل، وأول ما يخطر على البال هو الأمان في أربيل، الاستقرار في أربيل، الحرية الشخصية، ولقاء المكونات. 

أعرف أنك لا تحب أن تسميهم أقليات، ولكنهم بالحقيقة أقليات.

فاليوم، نشعر بهذه التجربة الناجحة في أربيل، وأعتقد، بدون مجاملة، أن هذا بفضل جهودكم، فشكرًا لاستقبالنا واستقبال هذا الفريق الذي أنا فخور بكل فرد منه لتحقيق هذا الإنجاز.

الرئيس مسعود بارزاني: شكرًا لكم على هذه الاستضافة، وأنا سعيد جدًا بوجودك، صديقي العزيز، وبوجود هذا الستاف الموجود الآن، نرحب بهم ونطمئنهم أنهم يعيشون بين أهلهم وفي بلدهم، هذا ما نشعر به. 

بالحقيقة، أنا أكره مصطلح الأقليات، حتى وإن كان صحيحًا، لكن أكرهه، لذلك، أنا قبل سنوات ذهبت إلى برلمان كوردستان وطلبت منهم اعتماد مصطلح "المكونات" بدلًا من "الأقليات"، فلذلك أنا لن أستعمل كلمة الأقليات، وإنما أستعين بالمكونات.

إيلي ناكوزي: بالكلام عن المكونات، ننتقل إلى سوريا. ونبدأ بسقوط هذا النظام، اللبنانيون كانوا يعتبرونه كابوسًا على لبنان، والسوريون طبعًا عاشوا الظلم والاستبداد، ولكن، مؤخرًا وبشكل مفاجئ، سقط نظام الأسد، أولًا، فخامة الرئيس، هل كنت تتوقع أن يسقط هذا النظام؟

الرئيس مسعود بارزاني: حقيقة، كنت أعرف أن النظام يعاني من عزلة ومقاتلة، لكن انهيار بهذه السرعة؟ لا والله، لم أكن أتوقع، فوجئت بسرعة الانهيار وليس بالانهيار ذاته، وأنا أعتقد أن هذا الانهيار كان يمكن أن يحصل في 2011، لولا الدعم الروسي والإيراني وحزب الله اللبناني.

إيلي ناكوزي: برأيك، هل تخلّى الروس والإيرانيون عن نظام الأسد؟

الرئيس مسعود بارزاني: طبعًا، الأولويات والإمكانيات كلها تغيرت، الاعتماد صار على القوات السورية، وهذه القوات لم تحارب، بل انهارت، نفس السيناريو الذي حصل في الموصل سنة 2014 تكرّر في حلب.

إيلي ناكوزي: نعم، هناك قيادة جديدة في سوريا، أحمد الشرع، كيف تنظر إلى القيادة الجديدة هناك؟ هناك حذر عالمي، ليس فقط في كوردستان العراق، هناك حذر وخوف وقلق من أننا استبدلنا نظامًا بنظام آخر، لا يوجد راحة نفسية، ولكن حتى الآن، الشارع يقول ما نحب أن نسمع، كيف تقيم تجربة الشرع حتى الآن؟ وهل عندك حذر أو قلق، أم أنك متفائل بوجوده؟

الرئيس مسعود بارزاني: صحيح، ما نسمعه لحد الآن هو كلام طيب ومعقول، ونأمل أن يُترجم إلى أفعال في المستقبل. من حقنا أن نكون حذرين، لأن الكلام وحده لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، الكلام يفتح الباب للأفعال، فالخطوات العملية في المستقبل يجب أن تكون بهدف حل المشكلات والاستفادة من الماضي، وأخذ الدروس والعبر من الماضي. فعلينا أن ننتظر.

إيلي ناكوزي: ماذا تنتظر، فخامة الرئيس؟ ما هي الخطوات التي يجب أن يقوم بها الشرع حتى تشعر بالاطمئنان؟

الرئيس مسعود بارزاني: من الواضح أن الكورد في سوريا عانوا من التعريب ومن الاضطهاد، من عام 1962، من زمن عبد الحميد السراج، واستمرت لحد الآن. 

أهم شيء نتوقعه من النظام الجديد في دمشق أن يُنهي هذه المعاناة بالنسبة للشعب الكوردي، وبالنسبة لبقية مكونات الشعب السوري، وأن يحصلوا على حريتهم، وأن يشعروا بكرامتهم وبمواطنتهم. 

طبعًا، فيما يخص الشعب الكوردي في سوريا، ندعوهم إلى أن يسلكوا طريق الحوار، ونطلب من دمشق أيضًا أن يتفهموا الخصوصية الكوردية في المنطقة.

إيلي ناكوزي: وقت تقول "نتمنى أن يحصل الكورد على حريتهم"، هل هذا يعني أنك تتمنى أن يحصلوا على إقليم أو فدرالية أو حكومة؟

الرئيس مسعود بارزاني: الحقيقة، أنا أترك القرار لهم أن يتفاهموا فيما بينهم، ثم بينهم وبين النظام في سوريا. أنا لا أريد أن أحدد نوعية الحل الذي سيعتمدونه، إنما هم الذين يجب أن يقرروا كيف يتفقون مع دمشق.

إيلي ناكوزي: التقيت مؤخرًا السيد مظلوم عبدي، وكان لقاءً تاريخيًا، هكذا وُصف هذا اللقاء، ماذا نقل لك؟ ما هي مخاوف فخامة الرئيس؟ وبماذا نصحت مظلوم عبدي؟

الرئيس مسعود بارزاني: طبعًا، رأينا أن الظروف مناسبة، والمصلحة القومية العليا تتطلب أن ألتقي مع السيد مظلوم، جاء، وجاء مشكورًا، واستقبلته، وتبادلت معه الأفكار والتصورات والتوقعات، هو حكى لي عن لقائه مع السيد الشرع، ويبدو أن هناك نقاطًا مشتركة، وهناك خلافات أيضًا. 

أنا نصحته ألا ييأس، وأن يلجأ إلى طريق الحوار، وأن يتخلص من أي نفوذ خارجي، وأيضًا نصحته بالعمل باتجاه توحيد الكلمة الكوردية والموقف الكوردي.

إيلي ناكوزي: عندما تقول "النفوذ الخارجي"، هل تقصد تركيا بالتحديد؟ لأنه اليوم يُقال إن تركيا هي التي انتصرت في سوريا؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، تركيا بالطبع هي التي انتصرت، بالتأكيد، لكن أنا أقصد الوضع الداخلي في المنطقة الكوردية، وليس سوريا عمومًا.

إيلي ناكوزي: هل شعرت أن هناك اطمئنانًا عند الكورد في سوريا، أم هم خائفون حتى الآن؟

الرئيس مسعود بارزاني: الحقيقة، متفائلون بحذر. عندهم خوف أيضًا، لأن المستقبل مجهول، لا يعرفون كيف سيكون، وسوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم في أن يحصلوا على مستقبل مستقر ومشرّف ومزدهر.

إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، الكورد في سوريا معذورون بعد هذا الظلم، هل خلال لقائك مع السيد عبدي، شعرت أن هناك رغبة انفصالية عند الكورد في سوريا؟ هل يريدون حريتهم ودولة خاصة لهم؟

الرئيس مسعود بارزاني: أبدًا، هم يريدون أن يكونوا جزءًا من سوريا، لكن تكون لهم حقوق، الحقوق التي حُرموا منها منذ بداية تشكيل الدولة السورية.

إيلي ناكوزي: كيف نصحته بالتعامل مع حزب العمال الكوردستاني أو الـ"بي كي كي"؟... هناك تعقيدات في هذه المسألة؟

الرئيس مسعود بارزاني: نصحته ألا يصطدم مع حزب العمال، أو يتقاطع معهم، لكن حان الوقت أن يترك حزب العمال للكورد في سوريا أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، وألا يتدخل في شؤونهم، وجوده يُعتبر مشكلة كبيرة، وحجة أيضًا للتدخل التركي، يعني وجوده أصبح عبئًا بالتأكيد.

إيلي ناكوزي: ما هو الدور الذي ترى أنه يمكن أن يلعبه الإقليم في سوريا، إقليم كوردستان العراق؟

الرئيس مسعود بارزاني: الإقليم بمقدوره أن يلعب دورًا مهمًا في توحيد الموقف الكوردي، وتشجيع الكورد على الحوار مع دمشق، ومساعدتهم للاستفادة من تجربة الإقليم، وليس بالضرورة أن تُستنسخ تجربة الإقليم وتُنقل إلى سوريا، فكل جزء له خصوصيته، ووفق الخصوصية الموجودة في سوريا نحاول أن نساعدهم اقتصاديًا. 

أما عسكريًا، فنتمنى ألا نضطر، لا هم ولا نحن، إلى اللجوء إلى الاستخدام العسكري.

إيلي ناكوزي: سأسألك سؤالًا صريحًا: في حال تعرض كورد سوريا للظلم والاستبداد، هل كاك مسعود مستعد أن يقاتل، وأن يقاتل البيشمركة مع إخوانهم في سوريا؟

الرئيس مسعود بارزاني: بصراحة، ليس فقط الكورد، وإنما أي إنسان إذا تعرّض للظلم، ونستطيع أن نساعده، سنساعده دون تردد.

إيلي ناكوزي: هل عندك شعور أن كورد سوريا قد يتعرضون للظلم مجددًا؟

الرئيس مسعود بارزاني: هناك مخاوف، لكن نأمل ألا يحصل ذلك.

إيلي ناكوزي: هل ترى نموذج العراق، الفيدرالية التي كنتَ منذ أكثر من 20 عامًا شديد الحرص على أن يحفظها الدستور؟ هل تشعر أن هذا النموذج في العراق ممكن أن يُطبّق على سوريا؟ ليس لتقسيمها، بل أن تكون هناك حكومة مركزية وفيدراليات متعددة؟

الرئيس مسعود بارزاني: طبعًا، في سوريا أيضًا، فهي بلد تتعدد فيه القوميات والأديان والمذاهب. لا بأس، بالعكس، أنا أعتقد أن الفيدرالية هي الحل الأمثل، لكن إذا كانت هناك قناعة وصيغة مقبولة، فهذا يُترك لهم.

إيلي ناكوزي: لكن في الفهم العربي، الفيدرالية تُفهم كتقسيم إلى دويلات، مع الأسف، هذا فهم خاطئ، ولهذا ترى المشاكل تتفاقم يوميًا بسبب هذا الفهم الخاطئ. حتى هنا في العراق، هل اليوم يعني كورد العراق باتوا يحلمون بشكل مختلف بعد هذا التطور؟ وهل عاد لدى الكورد حلم بالانفصال؟ بصراحة، كاك مسعود، التطورات تلعب لصالحكم هذه الأيام؟

الرئيس مسعود بارزاني: نحن في الحقيقة نتصرف بعقلانية، لا بتهور، وبدون الاستفادة من فرص غير معلومة النتيجة. نعم، هناك تطورات، لكن مسألة الانفصال أصلًا أعتبرها كلمة استفزازية. حقيقة، حق تقرير المصير هو حق شرعي، حق إلهي، الله أعطاه لكل شعب، هذا الحق. الشعب الكوردي، الأمة الكوردية لها هذا الحق، لكن كيف يتحقق؟ يجب أن تكون هناك ظروف، بالتفاهم، بالتوافق مع الشعوب التي نتعايش معها في المنطقة. لكن أن يُنكر علينا هذا الحق، فهذا ظلم كبير ولن نقبله. 

هذا الظلم استمر أكثر من 100 سنة، لكنه لم يؤدِ إلى نتيجة. الأمة الكوردية بقيت، لم تنصهر، ولم تنتهِ، ولن تنتهي. إذا استمرت المشاكل، فعلينا أن نجد حلًا. 

الاتحاد الاختياري ممكن، نعم، باتحاد اختياري. لكن لا يمكن لأي دولة أن تفرض على الشعب بالقوة أن هذه الفئة تؤيد هذه الحكومة بالقوة. لا يمكن أن تحصل على تأييد وعلى قلوب الناس.

إيلي ناكوزي: هل عندك شعور أن اليوم الكورد أقوى؟

الرئيس مسعود بارزاني: الكورد، بنظري، قضيتهم على الدوام قضية عادلة وقوية، لكن تصرف الكورد أحيانًا يُضعف هذه القضية أو يُقويها.

إيلي ناكوزي: كيف؟

الرئيس مسعود بارزاني: القضية قوية، لكن أحيانًا تصرفات الكورد.

إيلي ناكوزي: هل تلمح إلى الوحدة الكوردية؟

الرئيس مسعود بارزاني: طبعًا. مع الأسف الشديد، أحيانًا الكورد لا يحتاجون إلى أعداء ولا إلى خصوم، تصرفاتهم هي التي تُفوّت عليهم كثيرًا من الفرص، وقد رأينا كثيرًا منها.

إيلي ناكوزي: هل ترى كورد سوريا موحدين اليوم؟

الرئيس مسعود بارزاني: لا، ليسوا موحدين، لكن نعمل الآن على توحيدهم، نشجعهم على التوحيد، التوحيد على هدف نبيل، هدف شريف، هدف يحصلون من خلاله على حقوقهم، دون اللجوء إلى العنف أو إلى إراقة الدماء أبدًا.

إيلي ناكوزي: هل تؤيد، كاك مسعود، إنشاء منطقة منزوعة السلاح في سوريا؟ بدأ الكلام أن تكون هناك منطقة منزوعة السلاح، ولكن هناك خوف لأنه لا توجد ضمانات، حظر السلاح أين؟ في أي منطقة؟ يعني نتحدث عن الكورد، هناك مطالبات بأن تكون هذه المنطقة، خصوصًا على حدود تركيا، منطقة منزوعة السلاح لطمأنة الأتراك بالتحديد؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، أي إجراء يؤدي إلى طمأنة الأطراف المعنية فهو إجراء جيد، حتى وإن كان تأسيس منطقة منزوعة السلاح.

إيلي ناكوزي: بشكل عام، أنت متفائل. عندي شعور أنك متفائل؟

الرئيس مسعود بارزاني: أنا متفائل، نعم. متفائل بحذر. طبعًا، دائمًا يجب ألا يكون التفاؤل بدون حذر.

يومًا ما، في التسعينيات، زرت القامشلي؟ أو قامشلو؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، في عام 1996.

إيلي ناكوزي: وبوقتها، استقبلك مئات الآلاف من السوريين الكورد. السوريون الكورد بعثوا لي رسائل، وقالوا فيها: "القامشلي، مشتاقة لك. اشتقت للقامشلي"، فخامة الرئيس، ومتى الزيارة؟ زيارة القامشلي؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، آمل أن تكون في أقرب وقت ممكن، وبالفرصة المناسبة. أنا أيضًا اشتقت إلى القامشلي، وإلى أهل القامشلي، ولكل إخواننا في سوريا من الكورد.

إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، لدينا أحد الزملاء اسمه همبرفان كوسا، هو كوردي سوري، لاجئ سياسي في ألمانيا، تعرض للظلم، وهو زميل في قناة شمس، يُسميك "نور عيوني”. كيف تفهم هذه العلاقة مع السوريين؟ هذا الحب لمسعود بارزاني؟

الرئيس مسعود بارزاني: الحقيقة، أنا أعتبره شرفًا كبيرًا أن ينظر إليّ شباب كوردي، أو شباب الكورد في كوردستان سوريا، وفي أي جزء آخر، بهذه النظرة. وأود أن أقول إنني أُبادلهم نفس الشعور ونفس الحب. نور عيوني. نور عيوني وقلبي.

إيلي ناكوزي: سؤالي أيضًا، أحس أن عندك، كما قلنا، تفاؤل حذر. لكن اليوم لا ألوم السوريين، ليس فقط الكورد، السوريين بشكل عام، إذا شعروا بالخطر، هل تتوقع مسيرة صعبة وطويلة كما حدث في العراق بعد سقوط صدام؟ أم ترى أن الأمور تتقدم بسرعة؟

الرئيس مسعود بارزاني: أنا أعتقد أن النظام الجديد في سوريا يستطيع أن يستفيد بشكل كبير من تجربة العراق، بكتابة الدستور مثلًا. نعم، ألا يقع في نفس الأخطاء التي وقعت في العراق. 

تجربة الكل في العراق لم تكن سهلة، كانت صعبة. أُقرّ دستور، ولكن غالبًا ما يُخرق هذا الدستور. المشكلة هي النوايا. إذا كانت النوايا حسنة، لا توجد مشكلة تستعصي على الحل. لكن إذا كانت النوايا غير حسنة، فالدستور لا ينفع.

إيلي ناكوزي: وما زلتم تعانون. نعود للحديث عن الإقليم والعلاقة مع بغداد، بالمناسبة، بمناسبة الحديث عن الإقليم، شهدنا انتخابات ناجحة جدًا، تقدم فيها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل واضح، حصل على أكثر من 800,000 صوت، وربما كنا وصلنا إلى مليون صوت لولا بعض الأوراق الملغاة، أعطني رأيك بما حدث. هل كنت تتوقع هذا النجاح في الانتخابات؟ وكمية الأصوات الهائلة التي حصلتم عليها؟ هذه تجديد لولاء الكورد لمسعود بارزاني؟

الرئيس مسعود بارزاني: الحقيقة، النجاح كان أكبر من توقعاتنا. كنا واثقين من الفوز والنجاح، لكن ليس بهذا الحجم. أُقدم شكري لشعب كوردستان على هذه الثقة الغالية. 

الانتخابات جرت تحت إشراف المفوضية في بغداد، وليس مفوضية الانتخابات في كوردستان، ووفق الكثير من القوانين التي شُرعت في المحكمة الاتحادية. وفي كثير من الأحيان، المعارضة حاولت بشتى الوسائل، من خلال بغداد ومن خلال مؤسسات بغداد، التأثير على الحزب الديمقراطي وإضعافه، وإلحاق الهزيمة به. هذا كان الهدف. لكن الشعب الكوردي خيّب كل هذه الظنون، وأفشل كل هذه المحاولات. 

رغم كل التآمر، فاز الحزب الديمقراطي فوزًا كبيرًا. وفعلاً، لولا بعض المشاكل الفنية، كان الحزب حصل على أكثر من 800 ألف صوت. بحدود 50 ألف صوت احترق. ولو كانت دائرة واحدة، لربما كان عدد مقاعد الحزب الديمقراطي أكثر من 45 مقعدًا بدلًا من 39.... ولو أُجريت الانتخابات على مستوى العراق كله، وأُضيفت أصوات كركوك والموصل، لكان الحزب الديمقراطي تجاوز المليون صوت، وسيصبح الحزب رقم واحد على مستوى العراق كله. 

أعتقد لا يوجد حزب عنده مليون صوت.

إيلي ناكوزي: لكن حين تقول "لولا التآمر"، من يتآمر على الحزب الديمقراطي؟

الرئيس مسعود بارزاني: قسم من أجهزة بغداد، وقسم من المعارضة الموجودة في كوردستان.

إيلي ناكوزي: هل المعارضة تتآمر؟ أم أنها معارضة ديمقراطية؟

الرئيس مسعود بارزاني: لا، ليست فقط معارضة ديمقراطية، على رأسي، لكن كان هناك تآمر، ومشاركة في التآمر.

إيلي ناكوزي: ماذا يريدون من وراء التآمر؟

الرئيس مسعود بارزاني: يريدون أن يُهزم الحزب الديمقراطي، أن يُنهزم، أن ينكسر، أن يتقلص، أن يُقسَّم، أن يُحجَّم. هذا كان الهدف.

إيلي ناكوزي: اليوم، يقال إن هذه الانتخابات كانت تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي، لا يوجد مثلها. 

الرئيس مسعود بارزاني: صراحة، لم أكن أتوقع أن تُجرى الانتخابات بهذه السلاسة، وفي هذه الظروف الأمنية. جرت بسلام، ولم تحدث حادثة واحدة. وتحت إشراف مفوضية الانتخابات في بغداد، وتحت إشراف مراقبين دوليين والأمم المتحدة. 

إيلي ناكوزي: هل جرت هذه الانتخابات بسبب الضغط الدولي عليكم؟ فخامة الرئيس، نعلم أن الانتخابات تأخرت سنتين. كان المفروض أن تُجرى قبل سنتين؟

الرئيس مسعود بارزاني: ليس الحزب الديمقراطي من أوقف الانتخابات، بل من سمّوا أنفسهم معارضة، وبعضهم موجود في الحكومة، شركاء في الحكومة، رجل مع الحكومة ورجل مع المعارضة. هؤلاء هم من أخّروا الانتخابات. طلبوا تغييرًا إلى أن تدخلت المحكمة الاتحادية في بغداد، وغيّرت كثيرًا من القوانين.

إيلي ناكوزي: لماذا يتأخر تشكيل الحكومة؟ ما دام أن الانتخابات أفرزت هذه النتائج، يجب أن يكون تشكيل الحكومة أسهل. لماذا تأخذ هذه الأمور وقتًا طويلًا؟

الرئيس مسعود بارزاني: تعرف، الأطراف الفائزة، بالنسبة لنا، من البداية قلنا: ليس لدينا فيتو على أحد، وكل من يحق له أن يشترك في الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي. وهذا مبدأ، أعتقد أنه محق. 

لماذا نُجري انتخابات إذا لم يُحترم هذا؟ طبعًا، من أجل المصلحة الوطنية، يمكن للمرء أن يُبدي مرونة في مواقع معينة. 

الآن، هناك وفد من الحزب الديمقراطي مكلف بالتفاوض مع كل الأطراف. جرت اتصالات مع الجميع. في آخر لقاء لي مع الوفد، قالوا إنهم قطعوا شوطًا كبيرًا مع وفد الاتحاد الوطني، ونأمل أن تتشكل الحكومة بأقرب وقت ممكن. 

لكن، طبعًا، الأطراف كلها تحاول أن تحصل على أكبر قدر من المكاسب. هذه هي اللعبة الديمقراطية.

إيلي ناكوزي: هل هناك تشاور مع باقي الأطراف، غير الاتحاد؟

الرئيس مسعود بارزاني: قسم من الأطراف قرر مسبقًا أنه لن يشترك في الحكومة، وقسم منهم لم يقبل أصلًا بالنتائج، ورفضها. 

لكن الذين فازوا، ولديهم استعداد أن يكونوا في الحكومة أو في المعارضة في البرلمان، بدون استثناء، جرى الاتصال مع كل هؤلاء. ونحترم آراءهم ومواقفهم، ونتفهم ظروف قسم منهم. 

لكن، في النهاية، يجب أن تتشكل الحكومة، وسوف تتشكل إن شاء الله.

إيلي ناكوزي: ما هو شكل الحكومة الذي تتمناه حضرتك؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، أتمنى أن يشترك الجميع في الحكومة. كل الأحزاب. كل الأحزاب التي فازت في الانتخابات. كوردستان كبيرة، والكل أبناء هذا البلد، ولكل واحد حق في هذا البلد.

إيلي ناكوزي: ما الذي يمنع ذلك؟

الرئيس مسعود بارزاني: حقيقة، والله، أتمنى أن تسألهم.

إيلي ناكوزي: سأسألهم، إذا أتيحت لي الفرصة، لأنني مستغرب، لماذا لا؟ هل هو صراع على السلطة؟ كيف تفسّر عدم الاشتراك بعد الفوز؟ الكل كان مستعدًا، استولوا على السلطة وعلى كل شيء. لا أعرف، هل يمنحون الحزب الديمقراطي حق اللجوء إلى الديمقراطية أو لا؟ لكن حضرتك، واضح، توجه لهم دعوة؟

الرئيس مسعود بارزاني: إلى آخر لحظة، سنمشي معهم وندعوهم. والآن أيضًا، أدعوهم أن يشاركوا في الحكومة.

إيلي ناكوزي: هل هناك مدة زمنية تحب أن تلتزم بها هذه الأطراف؟

الرئيس مسعود بارزاني: طبعًا، الوقت ليس مفتوحًا. لا يمكننا الاستمرار إلى أن يقول قسم منهم "إلى أن تُجرى انتخابات الفيدرالية قبل الشهر العاشر”. مستحيل. لا يجوز القبول بذلك. لكن يمكن الانتظار، لشهرين أو أقصى شيء.

إيلي ناكوزي: كيف كانت ردود فعل الدول الأجنبية على الانتخابات؟

الرئيس مسعود بارزاني: الكل كان رد فعله إيجابيًا جدًا. وقدّروا تقديرًا عاليًا الانتخابات التي جرت. وإقليم كوردستان استعاد وزنه.

إيلي ناكوزي: لكن ما زال الإقليم يواجه تحديات مع بغداد. ما زلنا نتحدث عن مشكلة الرواتب، مشكلة تصدير النفط من كوردستان، فخامة الرئيس، بصراحتك المعهودة، ما هو المشكل الحقيقي مع بغداد؟ هل هو أيضًا في النوايا، أم هناك أشياء أخرى تدخل على الخط؟

الرئيس مسعود بارزاني: مع الأسف الشديد، الآن، ليس هناك جهة واحدة تتخذ القرار، هناك أطراف متعددة. المشكلة الأساسية، حقيقةً، هي النوايا.

إيلي ناكوزي: من هي هذه الأطراف التي تقف دائمًا كحاجز بين عودة الأمور إلى مجراها؟

الرئيس مسعود بارزاني: هذه الأطراف التي لم تبنِ شارعًا في جنوب العراق، ولا في وسط العراق، التي منعت بناء مدرسة أو جامعة في أي مكان. التي وقفت أمام التنمية والإعمار في العراق.

إيلي ناكوزي: تقصد الأحزاب الشيعية في العراق؟

الرئيس مسعود بارزاني: أرجوك، لا تُدخلني بالتفاصيل. لكن هناك أطراف نواياها سيئة، بالنسبة لكوردستان، وحتى بالنسبة للعراق.

إيلي ناكوزي: كيف يمكن أن يتصرفوا بهذه الطريقة؟ أنا أستمع دائمًا إلى رئيس الحكومة السوداني، وأعرف أن حضرتك أيضًا تكن له احترامًا.

الرئيس مسعود بارزاني: أنا أحترمه، لكن هناك عقبات كثيرة في الطريق، حتى في طريق رئيس الحكومة، طبعًا.

إيلي ناكوزي: وهل هو اتفق مع رئيس وزراء الإقليم على مسائل كثيرة؟

الرئيس مسعود بارزاني: لم يتركوه، لم يتركوه ينفذ هذه الاتفاقات. يعني، ليست من رئاسة الحكومة المشكلة، بل من الأطراف الأخرى.

إيلي ناكوزي: وكيف تُحل هذه المشكلة؟ يعني، إذا كانت مشكلة في النوايا، ستبقى هذه المشاكل عالقة.

الرئيس مسعود بارزاني: المشكلة، والله، مع الأسف الشديد، أنا أيضًا حذر، الإنسان أحيانًا عندما يطلع على حقيقة الأمور، تتغير نواياه ويتغير موقفه.

فخلال هذه الفترة، آمل أن هؤلاء استفادوا من التجربة. الانتخابات القادمة في العراق أيضًا، ربما تأتي بوجوه جديدة، وبعقلية جديدة، ودمٍ جديد. يعني، تكون خالية من النوايا السيئة. هذا ما نأمله.

إيلي ناكوزي: طيب، ماذا يعني لك مثلًا القرارات الثلاثة التي اتُّخذت أمس؟ رأيت على "إكس" (تويتر سابقًا) أن لديك موقفًا إيجابيًا من موضوع إعادة العقارات. هل هذه بداية؟ أم هذا ما كنت تنتظره؟

الرئيس مسعود بارزاني: هذا الموضوع مهم جدًا، في الحقيقة. في وقت مجلس قيادة الثورة، نظام البعث صادر أراضي واسعة كانت مملوكة للكورد والتركمان أيضًا. فبقدر ما حاولنا سابقًا، كان دائمًا هناك تهرّب من إلغاء هذه القرارات. طبعًا، البرلمان هو الذي يجب أن يُلغي هذه القرارات. فدائمًا، إما أن النصاب لا يكتمل، أو تحصل معارضة شديدة، فاستمر الحال إلى يوم أمس.

طبعًا، هذا أعتبره نصرًا للعدالة، حقيقةً، وللضمير. ولذلك أعتبرها خطوة جيدة جدًا.

إيلي ناكوزي: من التعليقات التي سمعتها أن الشيطان يكمن في التفاصيل، وأن هناك صعوبة في إعادة هذه العقارات وهذه الأراضي. هل ترى أن بعض الأجهزة الحكومية كانت تتحجج بأن هذه قوانين سارية؟ الآن، هذه القوانين أُلغيت، والأراضي ستُعاد إلى أصحابها. فبماذا سيتحججون؟

الرئيس مسعود بارزاني: يعني، تصبح احتلالًا، نعم، ومصادرة غير قانونية. وطبعًا، هذا لن يكون مقبولًا أبدًا.

إيلي ناكوزي: طيب، هل ستحل هذه الخطوة مشكلة الأراضي المتنازع عليها، مثلًا في كركوك؟ أم هي بداية حل؟

الرئيس مسعود بارزاني: لا، لا، هذه بداية، وأعتقد أنها ستساعد.

إيلي ناكوزي: ما الذي شجع البرلمان على اتخاذ هذه القرارات المهمة؟ هل هناك تغيير سياسي؟

الرئيس مسعود بارزاني: لا معلومات لديّ. لا معلومات لديّ عن السبب الذي شجعهم لاتخاذ هذا القرار. طبعًا، يُقال إن لرئاسة البرلمان كان دور ممتاز، والنواب أيضًا. يعني، أشكرهم، حقيقةً، كل الأطراف التي أبدت مرونة وأيدت إصدار هذا القرار المهم، القانون.

إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، هل فكرتم، ولو للحظة، بالانسحاب من العملية السياسية؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، كثيرًا ما فكرنا، في الحقيقة. أولًا، نحن لسنا طلاب مناصب في بغداد، يعني رئيس جمهورية أو نائب رئيس وزراء أو وزير... لا، الموضوع هو حقوق قومية، حقوق قومية وكرامة الشعب والشراكة الحقيقية.

يعني، عندك وزير، لكنه فقط وزير، إذا لم يستطع أن يمثل شعبه، ولا يُسمع له كلام. وحتى في البرلمان، يعني الفِرق التابعة للديمقراطي، وللأحزاب الأخرى، إذا لجؤوا في البرلمان إلى الأكثرية والأقلية، فدائمًا نحن خاسرون. عددنا ليس ذلك العدد الذي يمكننا من فرض رأينا.

لكن هناك اتفاق مبدئي على ثلاث ثوابت: شراكة، توازن، توافق. العراق يجب أن يُحكم وفق هذه الثوابت الثلاث. بدونها، لن تُحل المشاكل.

نحن نريد شراكة حقيقية. نحن لا نقبل بالتبعية، مستحيل.

إيلي ناكوزي: يعني، عندما تفكرون بالانسحاب من العملية السياسية، هل هي مناورة سياسية بحد ذاتها، أم أمر جدي؟

الرئيس مسعود بارزاني: إذا وصلنا إلى قناعة كاملة، وإلى يأس، أن هذه المبادئ الثلاثة انتهت، فلا داعي بعد ذلك.

يعني، لماذا نشارك في حكومة لا رأي لك فيها، ولا صلاحية، ولا تستطيع أن تغير أو تزيد أو تُنقص؟ فماذا؟ لمجرد أنك لديك وزير؟ لا داعي لأن يكون لديك وزير. لن نكون شهود زور.

إيلي ناكوزي: لكن، أليس من الممكن أن يؤدي الانسحاب إلى الاقتتال من جديد؟

الرئيس مسعود بارزاني: لا، لا، إن شاء الله، لن يحصل اقتتال أبدًا. لا، ليس شرطًا.

إيلي ناكوزي: خفت على العراق من إسرائيل بعد كل الذي حصل، يعني كان واضحًا أنّ هذه المرة إسرائيل أرادت، وكما قال نتنياهو، رئيس الوزراء، أن يغيّر وجه الشرق الأوسط، وأعلن أنّ هناك شرقًا أوسطًا جديدًا. ضرب لبنان، وضُربت سوريا، وهدد نتنياهو العراق. كيف شعرت بهذه المرحلة؟ هل العراق الآن في خطر؟

الرئيس مسعود بارزاني: أعتقد أنّ الخطر الآن قد ابتعد عن العراق إلى حد ما، لكن بالتأكيد الخطر لا يزال قائمًا، إذا قامت فصائل مثلًا أو جماعات في العراق بعمليات عسكرية أو إطلاق صواريخ على إسرائيل أو شيء من هذا القبيل، فإنّ تأكيد الخطر سيكون حقيقيًا وجديًا. وأعتقد أنّ من خلال قنوات رسمية، وبواسطة دول، وصلت تهديدات وتحذيرات جدية إلى العراق من إسرائيل، وحتى من أمريكا أيضًا، أنّه إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإنّ إسرائيل ستضرب. هذا ما سمعناه من بغداد، من وزير الخارجية، ومن رئيس الوزراء.

إيلي ناكوزي: لنكن صريحين، فخامة الرئيس، المشكلة في العراق مثل المشكلة في لبنان، ميليشيات خارج إطار الدولة، خارج إطار الجيش الرسمي، تفتح جبهات على حسابها، وتُثير القلاقل في المنطقة. سمعتُ منذ أيام أو أسابيع أنه بدأ يُطرح حل دمج الحشد في القوات الرسمية العراقية. هل تنصح بهذا الشيء؟ هل تنصح بحل هذه الميليشيات؟ أم فلتبقَ الأمور على ما هي عليه اليوم؟

الرئيس مسعود بارزاني: أيا كانت الصيغة التي تعمل بها هذه الجماعات المسلحة، لكن يجب أن تخضع لقرار القائد العام للقوات المسلحة، وألّا تتدخل في السياسة. ولكن، هم يتدخلون، هم يصنعون السياسة. إذاً، المخاطر على العراق ستكون موجودة دائمًا، يعني حتى الجيش يجب ألّا يتدخل في السياسة، فكيف الحال إذا كانت هناك فصائل غير معروفة؟!

إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، نسمع أجواءً أيضًا عن مبدأ السلام مع إسرائيل، هناك اتفاقات أبراهام، وربما الخليج ينضم إلى هذه الاتفاقات. هل ترى الوقت مناسبًا للبحث في مشروع سلام مع إسرائيل، للعراق؟ أتحدث هنا.

الرئيس مسعود بارزاني: تعرف، نحن رأينا نتائج الحروب من عام 1948 إلى السابع من أكتوبر. غير الدمار والخراب والدماء، ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء. فليست المسألة أنّك تحب أو ترغب أو أنّ رأيك يتفق أو يختلف مع هذا الطرف أو ذاك الطرف، لكن السلام هو الطريق الصحيح، هو الحل الصحيح.

إيلي ناكوزي: بعد ما رأيتَ ما حدث في غزة، مأساة. المسؤولية على حماس؟ هذه المأساة، هل يجب أن تستمر؟ أم يجب إيقافها؟

الرئيس مسعود بارزاني: أنا أتمنى أن يصمد وقف إطلاق النار، والنتيجة أن يسلك السلام طريقه.

إيلي ناكوزي: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الإقليم في هذه العملية؟ هل يمكن أن نرى أنّ الإقليم يلعب دور الوسيط بين المتنازعين؟

الرئيس مسعود بارزاني: هناك من هو أولى منا، هناك دول، وهناك أناس لديهم علاقات وإمكانات وظروفهم ومجالهم. إذا كان الإقليم يستطيع أن يلعب دورًا للمساعدة في الحل السلمي، فوالله، لن يتردد، لكن لا أعتقد أنّ الإقليم في موقع يمكنه من أن يلعب هذا الدور في هذا المجال.

إيلي ناكوزي: هل ترى أن النفوذ الإيراني تراجع في المنطقة؟

الرئيس مسعود بارزاني: بالتأكيد، هذا واضح، في العراق لا، لم يحصل تغيير في العراق. لكن واضح جدًا أنّه في لبنان، في سوريا، سقوط النظام في سوريا كان ضربة لإيران، أكيد. وسقوط حزب الله أيضًا في لبنان.

إيلي ناكوزي: هل ترى، اليوم، مع وصول ترامب، لأننا نتحدث عن إيران، هل ترى أفقًا لهدوء في المنطقة؟ لاستقرار؟ أم تظن أن الإيراني سيبقى على هذا الموقف المتصلب؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، الإيرانيون أذكياء، يعني حقيقة. أتمنى أنّه في النتيجة سيكون هناك حل، حل سلمي، حل سياسي لكل هذه المشاكل. لكن أتصور أن الوضع مع إيران أو العلاقة مع إيران إما أن يكون هناك حل سياسي، أو سيكون هناك تصعيد خطير، ولا يمكن أن يبقى الوضع متأرجحًا بين الحل واللا حل، كما كان في العهد السابق، يعني الإدارة الأمريكية.

إيلي ناكوزي: ما هو شكل العلاقة الأمثل بين العراق وإيران؟ لأنّ العراق على حدود إيران. كيف ترى العلاقة في المستقبل؟

الرئيس مسعود بارزاني: يجب أن تكون العلاقة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، وألّا يكون هناك أي تدخل في الشؤون الداخلية لأيّ منهما. إيران دولة جارة، على حدود ربما 1000 كيلومتر أو ربما أكثر، لا أعرف بالضبط. وهناك تاريخ، وهناك مشتركات كثيرة، وإيران دولة مهمة في الإقليم، لكن العلاقات يجب أن تكون على أساس الاحترام المتبادل.

إيلي ناكوزي: حضرتك التقيت بالرئيس الإيراني في زيارة قام بها إلى الإقليم؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم.

إيلي ناكوزي: كيف كان هذا اللقاء؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، كان لقاء ممتازًا، والرئيس الإيراني الجديد يتكلم اللغة الكوردية كلغة أم، وفعلاً، لأن أمه كوردية. وكان لطيفًا وودودًا، وكان مشجعًا جدًا لتطوير العلاقة وتحسين وإصلاح ما أفسدته التصرفات السابقة لبعض الأطراف. كان لقاء ممتازًا.

إيلي ناكوزي: تكلمتم باللغة الكوردية؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، وبالمناسبة، كلانا من مدينة واحدة، مهاباد.

إيلي ناكوزي: مهاباد، نعم. واسمه مثل اسمك، مسعود.

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، أيضًا اليوم ذكرى تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد، منذ 79 سنة.

إيلي ناكوزي: صح، نعم. وكما تقول، الرئيس الإيراني وحضرتك، مسعود، مسعود، والأصل من هناك. هل تشعر أن هناك تغييرًا في العلاقة مع الكورد مع مجيء الرئيس الجديد مسعود بزشكيان؟

الرئيس مسعود بارزاني: أعتقد أنّها فرصة جيدة جدًا لتحسين العلاقة مع الكورد، الكورد في إيران أيضًا، وحتى في الأجزاء الأخرى. لكن تحديدًا في إيران،

إيلي ناكوزي: هل تشعر أن الكورد في إيران قادمون على أيام أفضل؟ لأنّه في السابق، الكورد كما في سوريا، أيضًا تعرضوا إلى الكثير من الظلم في إيران. كيف ترى مستقبل الكورد هناك؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، أنا مقتنع، وما عندي شك، أنّ مستقبل الأمة الكوردية سيحصل على حقوقه، لكنها مسألة وقت وزمن. لكن في كل الأوقات، أنا ضد أن يلجأ الكورد إلى العنف والسلاح، بأي حال من الأحوال.

إيلي ناكوزي: حتى حزب العمال الكوردستاني، يقال إنه بدأ يفكر جديًا باللجوء إلى السياسة؟

الرئيس مسعود بارزاني: إذا كان يريد أن يبقى، وإذا كان يريد أن يكون له دور في المستقبل، يجب أن يتخلى عن القتال، ويترك القتال، لأنّ القتال دائمًا يؤجج الخلافات، يعمقها، يعقد المشاكل. إذا اضطر الإنسان إلى الدفاع عن نفسه، هذه مسألة أخرى.

إيلي ناكوزي: اليوم نتحدث عن علاقات الإقليم بمحيطه، يبدو أن العلاقات مستقرة مع تركيا، ويبدو أنها في تحسن. سابقًا، في مقابلة أخيرة معك، كان الوضع مقلقًا جدًا بين تركيا والإقليم. كانت هناك مشكلة كبيرة، تتذكر تلك المشكلة؟ كيف تصف هذا التطور في العلاقة اليوم بين الإقليم وتركيا؟

الرئيس مسعود بارزاني: العلاقة جيدة، ونأمل أن نستطيع استخدام هذه العلاقة لصالح استقرار المنطقة بشكل عام.

إيلي ناكوزي: هل يمكن أن يلعب الإقليم هذا الدور بين سوريا وتركيا اليوم؟ أعتقد أنّه من خلال تجربتكم الطويلة مع الأتراك، استطعتم أن تصلوا إلى اعتراف من الأتراك بأحقية الكورد في العيش الكريم والحرية.

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، في لقاءات رسمية، وحتى في المقابلات العلنية والتصريحات، سواء من الرئيس أردوغان أو المسؤولين الأتراك، دائمًا يؤكدون، خاصة في الفترة الأخيرة، دائمًا يؤكدون أن الكورد والترك إخوة، القوة الكوردية التركية. هذا شيء جديد بالنسبة لتركيا، يعني كان يُعتبر كفرًا سابقًا إذا نطق أحد بهذا الكلام. الآن زعيم حزب، إذا سمع اسم كوردستان، هو يتكلم بهذه اللغة الجديدة. فهذا تطور كبير، حقيقة.

كلهم يصرحون أنّه نحن لا مشكلة لدينا مع الشعب الكوردي، مشكلتنا مع حزب العمال الذي يحمل السلاح ويهدد أمننا القومي. هذه المشكلة يجب أن تُحل. يعني لا يمكن أن يسقط حزب العمال الحكومة التركية، وفي كل الأحوال، ربما تكون هناك مجموعات متفرقة تحمل السلاح، تنصب كمينًا هنا، أو تطلق نارًا هناك، لكن هذا لا يؤدي إلى نتيجة أبدًا، سوى إراقة المزيد من الدماء. فيجب البحث عن الحلول السلمية، انتهى زمن هذه الحروب.

إيلي ناكوزي: كيف تطور هذا الفكر التركي تجاه الكورد، فخامة الرئيس؟ هل تُرجعه إلى شخصية أردوغان؟ أم هي سياسة عامة؟ كيف انتقل هذا الموقف من السلبية القصوى إلى الإيجابية المشهودة هذه الأيام؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، أنا أول مرة التقيت بأردوغان سنة 2009، حين كان رئيسًا للوزراء، وفي هذا اللقاء أكد لي أنه يريد حل القضية الكوردية، وأنه لا يؤمن بالحرب، ولا ينكر وجود الشعب الكوردي. هذا سمعته منه سنة 2009. طبعًا، ربما عوامل كثيرة أدت إلى ذلك: أولًا، القتال والحرب لم تؤدِّ إلى نتيجة. لا حزب العمال انتهى، ولا حزب العمال استطاع أن يحقق شيئًا. والتطورات العالمية، وتطورات المنطقة كلها، خلقت جوًا أو قناعة لدى المسؤولين في تركيا أيضًا أنّه فعلاً عن طريق الأخوة والتعاون يمكن بناء البلد وتأمين الاستقرار، وهذا جيد.

إيلي ناكوزي: هل تعتقد أن الكورد أصبحوا رقمًا صعبًا في المنطقة لا يمكن تجاهله؟

الرئيس مسعود بارزاني: أكيد، أكيد.

إيلي ناكوزي: وأنت مرتاح لهذا التطور اليوم؟

الرئيس مسعود بارزاني: طبعًا، طبعًا أنا مرتاح، لم أعد قلقًا جدًا على القضية الكوردية. طبعًا، أعرف أن هناك تحديات كثيرة، الطريق ليس مبلطًا تمامًا، ولا مفروشًا بالزهور، لكن هناك تطور إيجابي كبير، حقيقة، وقضية أمة، قضية عادلة، لا بد أن تصل في النتيجة إلى النهاية الموفقة والمرجوة، إن شاء الله.

إيلي ناكوزي: ترامب، فخامة الرئيس، أولًا، ماذا يعني لكم وصول ترامب من جديد إلى الحكم؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، بالنسبة لنا، وبالنسبة للجميع، عهد جديد في أميركا.

إيلي ناكوزي: في معرض الحديث عن ترامب، استمعتَ إلى خطاب القسم؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، تابعته.

إيلي ناكوزي: هناك قرارات اقتصادية، وهناك قرارات مثل زيادة التعرفة، لكن هناك بعض القرارات المعنوية، وقال فيها إنّ أميركا وسياستها ستتبدل، وسيكون هناك فقط جنسان: ذكر وأنثى؟

الرئيس مسعود بارزاني: وأنا أهنئ الرئيس ترامب على هذا الموقف المشرّف. أنا إنسان مؤمن بالله، وورد في القرآن الكريم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"، ترامب رجع إلى ما وضعه الله بالنسبة للإنسان، فعلاً: ذكر وأنثى. فأنا أبارك له على هذا الموقف المشرف.

إيلي ناكوزي: كان لكم تجربة مع ترامب سابقًا؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، من 2016 إلى 2020.

إيلي ناكوزي: كيف كانت؟

الرئيس مسعود بارزاني: لم تكن تجربة موفقة، حقيقة. كان جديدًا، ويبدو أنه لم يكن لديه معلومات كثيرة عن الكورد وعن المنطقة. قسم من الذين كانوا يتولون هذا الملف – ملف العراق وكوردستان – من السفارة، القسم العسكري، والممثل، الكل كانوا منحازين ضد الكورد بشكل كبير. عجيب، كانت مصادفة عجيبة.

إيلي ناكوزي: ما دمنا نتحدث عن ترامب، لنتحدث عن داعش. الكورد هم أول من قاتل داعش، والرئيس بارزاني قدّموا أول شهيد. هل تشعر أن هناك خطرًا من داعش اليوم؟

الرئيس مسعود بارزاني: نعم، عندما بدأت الحرب مع داعش، كان الإسناد الجوي الأمريكي والتحالف – لكن الأمريكي بالدرجة الأساسية – لعب دورًا كبيرًا جدًا في دحر داعش، وساعدوا البيشمركة بشكل كبير في تحقيق النصر.

إيلي ناكوزي: وداعش لا يزال تهديدًا جديًا؟

الرئيس مسعود بارزاني: تهديد، وخاصة بعد التغيير الذي حصل في سوريا، ازداد تهديد داعش في العراق أيضًا. وهذا يعيدنا إلى السؤال الأول عن الشرع تحديدًا، لأنّ كل ما نسمعه أنّ أحمد الشرع كان ينتمي إلى هذه الفصائل، ومن هنا يأتي القلق من أن تعود داعش إلى الازدهار من جديد.

إيلي ناكوزي: هذا صحيح، لكن الإنسان يتغير. برأيك، الإنسان يتغير، فخامة الرئيس؟

الرئيس مسعود بارزاني: الإنسان يتغير، ليس كل إنسان، لكن هناك أناس يتغيرون. الشرع ربما مر بمراحل متعددة، ورأى الكثير في حياته، وربما استفاد من التجربة ومن الدرس.

إيلي ناكوزي: إذا عاد داعش، هل البيشمركة جاهزة للقتال من جديد؟

الرئيس مسعود بارزاني: جاهزون، وأكثر من جاهزين.

إيلي ناكوزي: أسأل هذا السؤال، فخامة الرئيس، لأنه بعد غياب طويل عن أربيل، رجعت، فوجدت - ما شاء الله - تطورًا عمرانيًا كبيرًا، والحياة أفضل، والناس يعيشون باطمئنان واستقرار. عادةً، عندما يشعر الشعب بهذه الطمأنينة والاستقرار، يبتعد عن القتال وعن عقيدة القتال. لذلك أسأل: بعد هذا التطور الخطير في أربيل، هل ما زال هناك أناس مستعدون فعلاً للقتال عندما يتعلق الأمر بوجود الشعب وكرامة الشعب؟

الرئيس مسعود بارزاني: هناك مئات الآلاف من الشباب مستعدون أن يموتوا في سبيل الدفاع عن هذه المكاسب وعن كرامة شعبهم.

إيلي ناكوزي: فخامتك، نزلت إلى الجبهة في أيام "داعش" شخصيًا، هل ما زلت مستعدًا لهذا الأمر إذا تطلّب الأمر؟

الرئيس مسعود بارزاني: إن شاء الله، لا نواجه ذلك، لكن طالما أستطيع أن أمشي، فأنا مستعد.

إيلي ناكوزي: بسؤالي الأخير، أحب أن أسألك، أو بالأحرى، أحب أن توجه رسالة قبل السؤال الأخير. ماذا تقول لترامب اليوم؟ يعني، اليوم نشعر أن ترامب تغيّر، وأصبح أكثر علمًا بشؤون المنطقة. لو جلست معه، ما هي الرسالة أو الطلب الذي تطلبه من الرئيس ترامب اليوم؟

الرئيس مسعود بارزاني: أول شيء، أتمنى وأطلب منه أن يعمل على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، ومساعدة الشعوب المضطهدة.

إيلي ناكوزي: حضرتك لا تؤيد الانسحاب الأميركي الكلي من المنطقة بعد؟

الرئيس مسعود بارزاني: لا، بكل صراحة، أنا ضد هذه المزايدات، وهذه حقيقة. حتى في 2011، لو أن الأميركيين لم ينسحبوا، لما تمكن "داعش" من احتلال نصف العراق. الآن، إذا انسحبوا، سيتكرر السيناريو، وربما بشكل أسوأ.

فما هي هذه المزايدات؟ لماذا يخافون من أن يبقوا؟ فليبقوا وفق اتفاق، وكل طرف يعرف واجباته، لكن وجودهم ما زال ضروريًا في المنطقة لضمان الاستقرار.

إيلي ناكوزي: سؤالي الأخير، فخامة الرئيس، لا يُملّ من اللقاء معك. كورد تركيا، كورد سوريا، كورد العراق وإيران... إذا كنت ستوجه كلمة للكورد اليوم، ما الذي يجب أن يطمحوا إليه، وما هو الأمر الذي يجب أن يتخلوا عنه؟

الرئيس مسعود بارزاني: أولاً، يجب أن يعرفوا أن لديهم قضية عادلة ومقدسة، ويجب ألّا يتخلوا عن قضيتهم، ولكن لا يجوز أن يلجأوا إلى العنف من أجل الدفاع عن هذه القضية. يجب أن يلجأوا إلى الأساليب الحضارية: الحوار، الإقناع، التشاور... لكن لا يجوز أن يتخلوا عن قضيتهم.

إيلي ناكوزي: أخيرًا، دائمًا ما تذكر موضوع الوحدة بين الكورد. أن يتوحد الكورد. كم ترى أنه في المرحلة القادمة، سيتوحد الكورد؟

الرئيس مسعود بارزاني: هناك عقبات كثيرة، لكن في النهاية لا بد من أن يتوحدوا، لا بد، عاجلًا أم آجلًا.

إيلي ناكوزي: وحضرتك، في هذا الموضوع بالتحديد، هل أنت متفائل أم أن الخلافات أصبحت عميقة؟

الرئيس مسعود بارزاني: والله، أنا مقتنع، مقتنع، لكن أعرف أن هناك تعقيدات. لكنني مقتنع، وسأعمل على تحقيق هذا الهدف بكل ما لديّ من قوة.

إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، شكرًا لك، كان لقاء شيقًا كالعادة، طبعًا، نطمح إلى مزيد من اللقاءات معك، اليوم، أعلم أن لكلمة فخامتك وزنًا بين الكورد في المنطقة، ويعتبرونك العرّاب الحقيقي لهذه القضية، شكرًا من جديد، وعلى أمل اللقاء من جديد. شكرًا، شكرًا لكم.

Logo

أخبار ذات صلة