2025-03-20
يوافق 20 مارس/ آذار من كل عام اليوم العالمي للسعادة، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة على هامش فعاليات دورتها السادسة والستين عام 2012.
وفي هذا الإطار فقد صُنّفت فنلندا هذا العام أسعد دولة في العالم للعام الثامن على التوالي، وفقاً لتقرير السعادة العالمي 2025، الذي صدر اليوم.
كما تصدّرت دول شمال أوروبا الأخرى تصنيفات السعادة في التقرير السنوي الصادر عن مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد. إلى جانب فنلندا، حافظت الدنمارك وأيسلندا والسويد على المراكز الأربعة الأولى، وبنفس الترتيب.
وقد استند تصنيف الدول إلى إجابات الناس عند سؤالهم عن تقييم حياتهم، وأُجريت الدراسة بالشراكة مع شركة غالوب للتحليلات، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وفي السياق قال جون كليفتون الرئيس التنفيذي لـ "غالوب": "السعادة لا تقتصر على الثروة أو النمو، بل تشمل أيضاً الثقة والتواصل ومعرفة أن الناس يدعمونك". "إذا أردنا مجتمعات واقتصادات أقوى، يجب علينا أن نستثمر في ما يهم حقًّا، بعضنا البعض."
ويقول الباحثون إنه إلى جانب الصحة والثروة، هناك بعض العوامل التي تؤثر على السعادة تبدو بسيطة بشكل خادع: مشاركة الوجبات مع الآخرين، ووجود شخص يُعتمد عليه للدعم الاجتماعي، وحجم الأسرة.
في المكسيك وأوروبا، على سبيل المثال، يُنبئ حجم الأسرة المكونة من أربعة إلى خمسة أفراد بأعلى مستويات السعادة، وفقًا للدراسة.
ووفقًا لأحدث النتائج، يرتبط الإيمان بلطف الآخرين بالسعادة ارتباطًا وثيقًا مما كان يُعتقد سابقًا، على سبيل المثال، يُشير التقرير إلى أن اعتقاد الأشخاص بأن الآخرين على استعداد لإعادة محفظتهم المفقودة يُعد مؤشرًا قويًا على السعادة العامة للسكان.
وقد وجدت الدراسة أن دول الشمال الأوروبي تُصنّف من بين أفضل الدول من حيث الاستعادة المتوقعة والفعلية للمحافظ المفقودة.
وقال الباحثون إن الأدلة العالمية حول الاستعادة المتصورة والفعلية للمحافظ المفقودة؛ تُظهر أن الناس متشائمون للغاية بشأن لطف مجتمعاتهم مقارنةً بالواقع - فمعدلات الاستعادة الفعلية للمحافظ أعلى بنحو ضعف ما يتوقعه الناس.
إلى ذلك، وبينما تهيمن الدول الأوروبية على المراكز العشرين الأولى في التصنيف، كانت هناك بعض الاستثناءات. فعلى الرغم من الحرب مع حماس، جاءت إسرائيل في المركز الثامن. ودخلت كوستاريكا والمكسيك قائمة العشرة الأوائل للمرة الأولى، حيث احتلتا المركزين السادس والعاشر على التوالي.
في المقابل تراجعت الولايات المتحدة إلى أدنى مرتبة لها على الإطلاق عند المركز الرابع والعشرين، بعد أن بلغت ذروتها سابقًا عند المركز الحادي عشر في عام 2012، وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام بمفردهم في الولايات المتحدة قد زاد بنسبة 53٪ خلال العقدين الماضيين.
أما المملكة المتحدة التي تحتل المركز 23، فتسجل أدنى تقييم لمتوسط المعيشة منذ تقرير عام 2017.
كما صُنفت أفغانستان مرة أخرى كأكثر دول العالم تعاسة، حيث تقول النساء الأفغانيات إن حياتهن صعبة للغاية.
وجاءت سيراليون في غرب أفريقيا في المرتبة الثانية من حيث التعاسة، تليها لبنان في المرتبة الثالثة من الأسفل.
وفي تطور مثير للقلق، أفادت الدراسة أن 19% من الشباب حول العالم أفادوا في عام 2023، بأنهم لا يجدون من يعتمدون عليه للحصول على الدعم الاجتماعي. وهذا يمثل زيادة بنسبة 39% مقارنة بعام 2006.
ويسعى خبراء في الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها إلى تفسير الاختلافات بين البلدان، وعلى مر الزمن باستخدام عوامل مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر المتوقع الصحي، ووجود شخص يُعتمد عليه، والشعور بالحرية، والكرم، وإدراك الفساد.