لطالما احتلت ألمانيا مراكز متقدمة في مجال الحريات الصحفية، لكن السنوات القليلة الماضية شهدت تراجعًا ملحوظًا، خصوصًا مع تزايد العنف ضد الصحفيين خلال العام الماضي.

الصحفي الألماني دومينيك لينزه، المختص بنشاط اليمين المتطرف، يقول إنه لم يتعرض شخصيًا للضرب، لكن زملاء له تعرضوا لذلك، بينما واجه هو الشتم والبصق والمضايقة خلال تغطيته لتجمعات اليمين المتطرف. وقد زودنا دومينيك بمشاهد توثق محاولات منعه من التصوير. ويؤكد أن شرطة برلين تؤدي عملًا جيدًا في حماية الصحفيين خلال هذه التجمعات.

على الجانب الآخر، يرى المصور الصحفي العربي المقيم في ألمانيا، منار شاهين، أن الخطر الأكبر عليه يأتي من الشرطة الألمانية نفسها، التي يتهمها بممارسة القمع، خاصة خلال الفعاليات المؤيدة لفلسطين. ويقول إن هذه التجاوزات تم توثيقها من قبل منظمات حقوقية، وأيضًا بالصوت والصورة من قبل صحفيين ونشطاء.

وتواجه شرطة برلين اتهامات بممارسة العنف ضد الصحفيين، وبتبني مواقف منحازة في ما يخص قضايا الشرق الأوسط، رغم أنها تحظى أحيانًا بالثناء لدورها في حماية الإعلاميين في مناسبات أخرى. هذا التناقض يعكس حجم التحديات المتزايدة التي يواجهها الصحفيون في ألمانيا اليوم.

وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود، فإن الهجمات ضد الصحفيين سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في برلين وحدها خلال العام الماضي، بينما بقيت معدلات هذه الحوادث في باقي أنحاء البلاد مستقرة.

تقرير: ماهر الحمداني