في الجنوب البافاري، حيث تتعانق الغابات مع الضباب، وتهمس الجبال بأسرار الزمن، ينتصب قصر نويشفانشتاين كحلم تحوّل إلى حجر، وكأسطورة خُلّدت على هيئة أبراج وقباب تتحدى السحاب.

هذا القصر، الذي طالما بدا وكأنه خرج من صفحات حكاية، بات اليوم رسميًا جزءًا من التراث الإنساني العالمي، بعد انضمامه إلى قائمة مواقع اليونسكو.

لكن الحلم لا يقف هنا... فإلى جانب هذا الصرح، انضمت ثلاثة قصور ملكية أخرى تُعرف باسم "أحلام في الحجر" - هيرن كيمزيه، ليندرهوف، وشاخن - إلى ذات القائمة المرموقة. جميعها من وحي ملك لم يكن يحكم فقط، بل كان يحلم، ويرسم أحلامه على شكل أعمدة وزخارف.

إنه لودفيغ الثاني، ملك بافاريا العاشق للفنون، الذي لم يُرِد فقط أن يبني قصورًا، بل أراد أن يصنع عوالم بديلة، للهروب من صخب السياسة إلى جمال مطلق، صامت، وساحر.

منذ عام 2015، تنتظر هذه القصور لحظة الاعتراف... واليوم، ومع تسجيلها في قائمة التراث العالمي، لا تُحفَظ فقط الجدران والقباب، بل يُحفَظ الحلم... الحلم الذي أراده لودفيغ أن يكون أبديًا.

تقرير: مالك دغمان