Mask
Logo

متفرقات

الحروب والفقر يحرمون 272 مليون طفل حول العالم من التعليم

2025-07-08

في زمن تتسابق فيه الأمم نحو الفضاء وتتنافس العقول على الريادة في الذكاء الاصطناعي يُترك ملايين الأطفال خلف الأبواب المغلقة بلا مقعد ولا كتاب ولا معلم ينير لهم درب الغد.

طفولة معلقة بين الحرب والفقر بين قرارات تمويل بارد لا يعرف الدفء وبين مدارس لم تبن بعد أو هدمت بصمت كما تهدم الأحلام في صمت الليل.

272 مليون طفل ويافع ليسوا أرقامًا في تقرير بل قصص مؤلمة عن مستقبل مهدد عن طفلة كانت تحلم أن تصبح طبيبة وطفل كان يطمح أن يقرأ فقط يقرأ، وقد يصل إجمالي العدد إلى 285 مليونًا إذا ما احتسب المتضررون من النزاعات والحروب.

معدلات الإقصاء من التعليم على المستوى العالمي هي في الواقع أعلى بكثير من كل الأرقام والتقديرات الحالية للأطفال غير الملتحقين بالمدارس لا تشمل 175 مليون طفل في سن ما قبل المدرسة غير المسجلين.

والبيانات لا تقتصر فقط على إحصاءات جافة بل تكشف أزمة حقيقية بدلالة هذا الرقم الصادم خارج مقاعد الدراسة منذ العام الماضي فضلًا عن 200 مليون منهم خارج التعليم الثانوي.

ارتفاع كان بنسبة تفوق 20 مليون طفل عن عام 2023.

هل تتوقعون أيضًا أن يقصى 13 مليون طفل على الأقل خارج مقاعد التعليم في مناطق الصراعات والحروب الممتدة من غزة إلى السودان وفق معهد اليونسكو للإحصاء وتقارير الرصد العالمي للتعليم؟ فالأطفال هناك لا يحرمون فقط من حقهم بالتعليم بل من الأمل، ولكم أن تتخيلوا أن 1800000 نازح أو عديم الجنسية في تشاد لوحدها خلال عام 2024.

وبحسب هيومن رايتس ووتش فإن التمويل الحكومي غير الكافي والحروب والنزاعات والتمييز كلها تعيق توفير تعليم مجاني جيد.

النقص في المعلمين المؤهلين والبنية التحتية يزيد الطين بلة، وقد دعت المنظمة، الحكومات إلى حماية ميزانيات التعليم وتخصيص ما لا يقل عن 4 إلى 6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي أو 15 إلى 20 بالمئة من الإنفاق العام للتعليم، كما شددت على ضرورة أن تجدد الدول المانحة التزاماتها لدعم الدول الأكثر تضررًا.

وتبقى أزمة التعليم تؤرق العالم فهي لم تعد شأنًا تربويًا فحسب بل جرحًا إنسانيًا مفتوحًا، فعالم بلا تعليم هو عالم بلا مستقبل، والأطفال الذين يقصون اليوم من المدارس قد يقصون غدًا من الحياة، والتعليم حق ليس رفاهية، فإلى متى؟ 


تقرير: حذام عجيمي


Logo

أخبار ذات صلة