2025-09-11
يخطو مواليد عام 2020، أبناء جائحة كورونا، أولى خطواتهم التعليمية هذا العام بعد أن عاشوا السنوات الخمس الأولى من حياتهم في ظرف استثنائي فرضته إجراءات الإغلاق والعزلة الاجتماعية.
هذه التجربة الفريدة خلفت آثارًا ما زالت محل دراسة ونقاش بين الباحثين والمعلمين والأسر.
معلمو رياض الأطفال رصدوا بالفعل تباينات واضحة بين هذه الفئة وأقرانهم من الأجيال السابقة، إذ يظهر بعضهم حذرًا جسديًا أكبر وتأخرًا نسبيًا في المهارات اللغوية والاجتماعية.
تشير دراسات بريطانية وأميركية إلى أن نقص فرص التفاعل الاجتماعي المبكر، من اللعب في الحدائق إلى التواصل مع وجوه متعددة، أسهم في تقليص مخزونهم اللغوي وإبطاء نمو بعض الوظائف التنفيذية المرتبطة بالتفكير والتحليل.
على الجانب الآخر، أظهرت بعض البحوث مفارقة لافتة، إذ لوحظ ارتفاع في درجات النضج النفسي لدى هؤلاء الأطفال مقارنة بمن سبقهم، ما يفتح باب التساؤل: هل يمكن أن تكون تجربة الوباء قد صقلت قدرتهم على التكيف مع الأزمات؟
وبين مؤشرات القلق والاكتئاب والانطواء التي ظهرت لدى بعض الأطفال، ومحاولات المدارس سد الفجوة عبر برامج تعويضية، يبقى مصير هذا الجيل مرتبطًا بالسنوات المقبلة: هل سيتمكن من تجاوز التحديات واستعادة ما فاته، أم أن جيل كورونا سيبقى شاهدًا على حقبة صنعت منه نموذجًا مختلفًا في السلوك والتعليم؟
تقرير: علي الكبيسي