Mask
Logo

اقتصاد

الذكاء الاصطناعي أمل لإنقاذ البحيرات المهددة بالجفاف

2025-08-27

في عالم يزداد تسارعا نحو أزمة مناخية خانقة، تبدو البحيرات كمرآة صامتة تعكس خللا عميقا في توازن الطبيعة.

هذه المسطحات المائية التي كانت يوما مصدر حياة وطمأنينة، باتت مهددة بالجفاف والتلوث والاختفاء التدريجي من خرائط الأرض.

وفيما يعزز التغير المناخي اضطراب أنماط الأمطار ويغير من ملوحة البحيرات، ويسبب ارتفاع درجات الحرارة زيادة في تبخر المياه وخفض مستوياتها، إلى جانب ذوبان الأنهار الجليدية الذي يؤثر على منسوب بعض البحيرات، يتفاقم أيضًا التلوث الزراعي والصناعي بفعل هذه التغيرات، ما يؤدي إلى نمو الطحالب الضارة وزيادة التخثث، وهو ما يهدد التنوع البيئي وجودة المياه.

يحتوي كوكب الأرض على أكثر من 117 مليون بحيرة، معظمها صغيرة المساحة، أما التي تتجاوز مساحتها هكتارًا واحدًا فتتراوح بين 3 إلى 4 ملايين بحيرة، وتتصدّر كندا القائمة تليها روسيا وفنلندا.

في المقابل، تغيرت خريطة بعض الدول المائية بسبب الجفاف.

مثلًا، بحيرة أرال في كازاخستان وأوزبكستان التي كانت تصنف الرابعة عالميًا، فقدت أكثر من 90% من مساحتها بسبب تحويل الأنهار المغذية.

والبحر الميت شريان حياة الأردن يتراجع منسوبه بمعدل يزيد على متر سنويًا بفعل شح الأمطار.

حتى إن بحيرة تشاد في القارة السمراء تراجع منسوبها بنسبة 90% خلال العقود الأخيرة نتيجة لتغير المناخ والاستخدام البشري المفرط.

ومع كل هذه المؤشرات المقلقة، يبقى الأمل قائمًا.

إذ يلجأ العلماء إلى الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار عن بعد لرصد التغيرات البيئية بدقة، ويجرون تحليلات دورية لجودة المياه باستخدام أجهزة ذكية.

وفي أوروبا، تعتمد مراكز البحث على تقنيات متقدمة لتنقية المياه ومعالجة الصرف الصحي، إلى جانب تطوير نماذج تنبؤية تساعد على الاستجابة السريعة للأزمات البيئية.

وهكذا، يبقى مستقبل البحيرات مرتبطًا بمدى قدرة العالم على تبني هذه التقنيات والالتزام بحماية شريان حياة لكوكبنا.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة