2025-12-05
قبل سبعمئة عام، تأسست في جبال إقليم كوردستان مدرسة لم تكن مجرد مبنى تعليمي، بل جامعة إقليمية جمعت بين الفقه والفلسفة والهندسة والطب والفلك.
من حجراتها خرجت نخب أدارت الشؤون الدينية والسياسية لإمارة بهدينان الكوردية التي حكمت المنطقة لخمسمئة عام، واستقطبت طلابا من العراق وتركيا وإيران وسوريا.
اليوم، ورغم انهيار بعض الجدران، لا تزال المدرسة تحكي قصة حضارة صمدت فوق الجبال، تربط التعليم بالسلطة، وتثبت أن المعرفة كانت قوة لا يستهان بها.
في امتداد القصة، تظهر العمادية، مدينة على منصة صخرية تعلو أكثر من ألف متر، وكانت عاصمة إمارة بهدينان.
بداخلها معابد تاريخية وزوايا دينية، بينما توضح المقابر الملكية التسلسل العائلي والهيكل السياسي، ما يجعلها خريطة معرفية وسياسية متكاملة.
لهذا تم إدراج مواقع العمادية في مشاريع دولية لإعادة التأهيل، لحمايتها وضمان بقائها.
في القنصلية الفرنسية في أربيل، أقيمت أمسية خصصت للعمادية، حيث نظم المعهد الفرنسي بالتعاون مع مؤسسات ثقافية فرنسية ندوة لعرض مشروع تأهيل ستة مواقع أثرية.
هذه المبادرات تعزز الروابط الثقافية بين كوردستان والعالم، وتحوّل التراث إلى مساحة تعاون دولي للحفاظ على الهوية الثقافية، وإحياء تجربة حضارة صمدت أمام الزمن.
إعادة الحياة لهذه المواقع تتيح للجيل الحالي والأجيال القادمة فهم تاريخ المنطقة، وتخلق منصة للتبادل الثقافي والمعرفي على مستوى عالمي.
تقرير: صهيب الفهداوي