في مشهد يلامس القلب، تجسدت مأساة إنسانية وبيئية في بقايا بستان زيتون محترق في إحدى ضواحي باتراس، ثالث أكبر المدن اليونانية.

في ضاحية بوزيتيكا، أجبر الحريق آلاف السكان على إخلاء منازلهم، كما تسبب في شلل تام لحركة القطارات والطرق. وفي صباح الخميس، كانت السماء لا تزال ملبدة بالدخان، وخيوطه تتسلل من التربة التي لم تبرد بعد.

باناجيوتيس، البالغ من العمر 64 عامًا، وشقيقه الأصغر، عادَا إلى أرض العائلة، يزيحان الحطام عن الجذور وقلبيهما مثقلان بثقل الخسارة.

تسير خطوات باناجيوتيس كازوراس ببطء فوق أرض فقدت لونها ورائحتها، حاملاً في عينيه حزنًا أكبر من الدخان المتصاعد.

بين أغصان كانت يومًا خضراء وثمار كانت تُقطف بأيدي العائلة جيلًا بعد جيل، يحكي الرماد قصة الأرض التي احترقت في لمح البصر.

مشاهد الدمار في أرض سوداء أمام لهيب لا يرحم كانت محزنة، لكن بقي من الحياة أمل في أرض لم تمسها النيران، وربما عرق شجرة حي هنا أو هناك، به سيُعمر الزيتون، وسيروي حكاية شجاعة سكان بوزيتيكا لأجيال قادمة.

تقرير: حذام عجيمي