من بروكسل إلى واشنطن، ومن ألاسكا إلى البيت الأبيض، تتحرك الدبلوماسية الدولية على وقع الحرب المستمرة في أوكرانيا.

زيلينسكي في الولايات المتحدة، مدعومًا بجبهة أوروبية واسعة، يسعى من خلالها للحصول على ضمانات أمنية صلبة من واشنطن، فيما يؤكد ترامب أنه يسعى إلى بلورة اتفاق سلام مع موسكو، من دون أن يكشف عن تفاصيله.

يشارك في قمة واشنطن كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، إضافة إلى رئيس فنلندا ألكسندر ستوب، والأمين العام للناتو مارك روته.

زيلينسكي لدى وصوله إلى واشنطن وصف الحضور الأوروبي بأنه دليل على وحدة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الهدف المشترك هو التوصل إلى سلام دائم يحفظ سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، مؤكدًا رغبة الجميع في إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق.

في المقابل، كان ترامب قد أعلن أن هناك تقدمًا كبيرًا مع روسيا، ملمحًا إلى اتفاق يجري التحضير له، قد يشمل تقديم ضمانات أمنية لكييف، مستوحاة من المادة الخامسة لمعاهدة الناتو، من دون عضوية كاملة.

وفي خضم هذه التحركات الدبلوماسية، كشف المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف أن روسيا أبدت استعدادها للحديث عن ترتيبات خاصة ببعض المناطق، لكن هذه الإشارة إلى تنازلات روسية لم تقنع جميع الحلفاء الأوروبيين، إذ يرى بعضهم أن موسكو تسعى إلى فرض أمر واقع على الأرض أكثر من سعيها إلى اتفاق يوقف الحرب بشكل دائم.

قمة واشنطن المنتظرة تختبر توازنات جديدة، أوروبا تسعى لضمان أمن أوكرانيا، وترامب يحاول بلورة صيغة اتفاق مع بوتين لم تتضح معالمه بعد. وبين ضغوط الميدان ورغبة الحلفاء في سلام سريع، تبقى النتائج رهن المفاوضات وما قد يكشفه الرئيس الأميركي خلال هذا اللقاء الحاسم.

تقرير: علي الكبيسي