يخصص مهرجان كان السينمائي، الذي ينطلق الثلاثاء، مساحة واسعة للسينما البرازيلية التي ستكون ضيفة الشرف هذا العام، بعد سنوات من التراجع خلال حكم اليميني المتطرف جايير بولسونارو، الذي تسبب بخفض الدعم الثقافي ومحاولة إعادة هيكلة القطاع السمعي البصري في البلاد.

وتقام سوق الأفلام بالتزامن مع المهرجان، وتُعدّ من أبرز منصات اللقاء بين المنتجين والموزعين حول العالم، حيث تخصص الدولة المكرمة لعروض خاصة ونقاشات متعمقة حول واقعها السينمائي.

ويبلغ حجم القطاع السمعي البصري في البرازيل نحو 5 مليارات دولار سنويًا، ووفق إحصاءات عام 2023، طرح 728 فيلمًا بينها 273 من الإنتاج المحلي. ومن بين الأعمال البارزة، فاز فيلم "ainda estou aqui" لوالتر ساليس بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، بينما نال المخرج غابرييل ماسكارو جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عن فيلم ."O Último Azul”

لكن القطاع يواجه تحديات كبيرة، بينها تغييرات التمويل وأزمة كوفيد. ويقول المخرج كريم عينوز: "يشبه الأمر الدورات، كما لو أنّ عليك التوقف والبدء من جديد في كل مرة، الأمر معقد جدا"، مضيفًا: "هذا هو أحد الأسباب التي دفعتني إلى مغادرة البرازيل والاستقرار في أوروبا”.

وتُعدّ المسلسلات التلفزيونية الدعامة الأساسية للصناعة البصرية في البرازيل، بفضل قدرتها على تحقيق أرباح من التوزيع العالمي، كما تشير الباحثة سيلفي دبس. وقد ساهم قانون يعود لعام 1991 في تشجيع الاستثمار الثقافي الخاص عبر إعفاءات ضريبية.

وفي ظل محاولات التعافي تحت حكم الرئيس لولا، تظل السينما البرازيلية تعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي والإنتاجات المشتركة، ومن أبرز المشاركين هذا العام في "كان"، المخرج كليبر ميندونسا فيلهو بفيلمه الجديد"O Agente Secreto"، وهو الذي سبق أن نال جائزة لجنة التحكيم عام 2019 عن فيلمه ."Bacurau”

ويؤكد عينوز، الذي أسس مدرسة سيناريو في فورتاليزا، أنّ النصوص لا تزال تشكل إحدى أبرز التحديات في الصناعة السينمائية بالبرازيل، بسبب غياب برامج تدريب كافية.