2025-09-08
في القدس لم يكن إطلاق النار مجرد حادث أمني، بل فصل جديد في معركة أوسع، إذ تحولت محطة الحافلات المركزية إلى ساحة اشتباك، عندما صعد مسلحان إلى حافلة عند مفترق طرق رئيسي، فتقمص أحدهما دور رجل يفحص الهويات قبل أن يفتح النار، والآخر تابع خارجها.
دقائق قليلة، والرصاص يتردد في قلب المدينة، فيما الشرطة ترد بالقتل وتغلق المداخل والمخارج، لكن الصدى لم يتوقف عند حدود الميدان، ففي قاعة المحكمة المركزية كان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مدعوا للمثول أمام القضاة في ملفات فساد ثقيلة، ويفاجئهم بالغياب بسبب التطورات الأمنية.
هكذا التقى الرصاص بالقضاء، وأجل مثول رئيس الوزراء الذي يواجه أيضا اتهامات جنائية دولية بجرائم حرب.
وتحرك المشهد السياسي سريعا، حيث حضر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أولا داعيا إلى طرد عائلات المنفذين وتسليح الإسرائيليين، ثم وصل نتنياهو نفسه ليعلن أن الحرب مستمرة في القدس وأن العملية لن تقيد يديه بل ستزيده تشددا، أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فذهب أبعد، معلنا أن السلطة الفلسطينية يجب أن تمحى من الخريطة.
وبين الميدان والمحكمة، يرفع اليمين المتطرف سقف التهديدات على وقع الدم، ليشكل مشهدا أكبر من مجرد هجوم في محطة حافلات.
تقرير: علي حبيب