Mask
Logo

متفرقات

رحلة سياسية طويلة شكلت مسار خالد مشعل

2025-09-09

في دروب السياسة الفلسطينية المتعرجة، حيث تختلط رائحة البارود بأنفاس الحالمين بالحرية، ولد خالد مشعل من رحم النكبة وتشكل وعيه تحت رماد النكسة.

وولد مشعل عام 1956 في سلواد شمال رام الله، ليبدأ رحلة منفى طويلة من الأردن إلى الكويت، فالأردن مجددا، ثم إلى دمشق فالدوحة، في حياة لا تعرف الاستقرار إلا في فكرة المقاومة.

وفي سن 15 انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وفي الكويت قاد كتلة الحق الإسلامية، التكتل الطلابي الذي زرع أول بذور المشروع السياسي الإسلامي الفلسطيني، قبل أن تنفجر الانتفاضة الأولى عام 1987 ويكون من أوائل مؤسسي حركة حماس.

وفي عام 1996 تسلم رئاسة المكتب السياسي للحركة في وقت كانت فيه حماس تحاصر من كل الجهات، ومع اغتيال الشيخ أحمد ياسين عام 2004 تسلم مشعل الراية كامتداد لفكرة لا تموت، المقاومة نهج لا شعار.

وفي عام 1997 تعرض لمحاولة اغتيال على يد الموساد في عمّان، حيث دس له العملاء السم، لكن العملية فشلت وانتهت بفضيحة دولية أجبرت إسرائيل على الاعتذار وتقديم الترياق بعد ضغط الملك الأردني الحسين بن طلال.

وبعد عامين فقط اعتقلته السلطات الأردنية ليغادر بعدها إلى دمشق، حيث تصاعد دوره وقادت حماس الانتخابات والاقتتال الداخلي مع حركة فتح عام 2007، وفرضت سيطرتها على قطاع غزة.

ومع انطلاق الربيع العربي اختار مشعل أن ينحاز إلى الثورات وأعلن دعمه للثورة السورية، فكان الثمن فادحا، إغلاق مكاتب حماس في دمشق وخروجه إلى الدوحة عام 2012.

وفي عام 2013 عاد رئيسا للحركة في محاولة لضبط البوصلة وسط الحريق الإقليمي، ثم سلم القيادة إلى إسماعيل هنية عام 2017، لكن المشهد الذي بدأ بالتسليم انتهى بالدم، ففي يوليو 2024 اغتيل هنية في إيران في تطور غيّر مسار الحركة.

ومنذ انطلاق معركة طوفان الأقصى عاد مشعل من الظلال إلى الصدارة، يلعب دورا محوريا في مفاوضات معقدة بين حماس وإسرائيل، تحت أعين أميركية ووسطاء قطريين، ليصبح رجل المنفى الحاضر في كل مرحلة، والذي لا يغادر المشهد أبدا.


تقرير: رائد المواس


Logo

أخبار ذات صلة