في وقت تتسارع فيه وتيرة التدهور السياسي والإنساني في السودان، خطا محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، خطوة إضافية نحو تثبيت واقع الانقسام، بإعلانه تشكيل مجلس رئاسي وأداءه اليمين رئيسًا لحكومة موازية في قلب مدينة نيالا غربي البلاد.

المدينة، التي تعد من أكبر مدن إقليم دارفور، تحولت إلى مركز فعلي لسلطة قوات الدعم السريع، التي باتت تفرض نفوذها على معظم أرجاء الإقليم، باستثناء مدينة الفاشر، حيث لا تزال المعارك مستعرة للسيطرة على العاصمة التاريخية للإقليم.

منظمة يونيسف حذرت مؤخراً من تصاعد الكارثة، مؤكدة مقتل أو تشويه أكثر من ألف طفل بسبب القصف والهجمات المتواصلة.

فيما تقول قوات الدعم السريع إنها تفتح ممرات آمنة للمدنيين، إلا أن صور الأقمار الصناعية وتقارير منظمات مستقلة تشير إلى إقامة حواجز تمنعهم من المغادرة، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق الفارين.

في المقابل، استعاد الجيش السوداني السيطرة على وسط وشرق البلاد، وأعلن عن تشكيل أول حكومة منذ بدء الحرب، فيما تظل منطقة كردفان، الواقعة بين المعسكرين، ساحة مفتوحة للنزاع وهجمات تطال القرى والمدنيين على حد سواء

هذه الحرب التي تدخل شهرها 29، دفعت أكثر من نصف سكان السودان إلى الجوع، ودمّرت الاقتصاد، وحوّلت البلاد إلى واحدة من أسوأ بؤر الكوارث الإنسانية في العالم.

ورغم وعود متكررة من أطراف إقليمية ودولية، بينها الإدارة الأميركية السابقة، بإنهاء الصراع، لا تزال الجهود السياسية متعثرة، وغياب الحل السياسي يترك ملايين السودانيين في قلب المأساة.

تقرير: لافا أسعد