Mask
Logo

entertainment

النقش على النحاس.. حرفة دمشقية عريقة تواجه تحديات الاندثار

2025-05-13

في إحدى ورش النحاسيات العريقة بدمشق، يبرز "ضياء"، الشاب اليافع الذي تتوقد عيناه بحب هذه الحرفة الأصيلة، بمهارة واعدة، تمسك يداه بالمطرقة، وتسعيان لتجسيد النقوش المعقدة التي يبدعها معلم الورشة، ساعيًا بذلك إلى اكتساب أسرار هذه المهنة المتوارثة.

في زوايا هادئة، حيث يتردد صدى المطارق كأنغام عذبة، تتواصل حكاية حرفة عريقة، هنا، جيل يسلم جيل أسرار النقش على النحاس، من أساسيات الطرق إلى فنونه الدقيقة، فهي ليست مجرد مهنة، بل إرث عائلي، وقصة عشق للنحاس تُروى بأنامل ماهرة وأزاميل دقيقة، ككنز ينتقل عبر الزمن.

أسواق دمشق النحاسية، تنبض الحياة فيها على إيقاع مطارق النحاس، شاهدة على إرث عريق تناقلته الأجيال، فهذه المدينة اشتهرت بحرفييها المهرة الذين يحولون النحاس الخام إلى تحف فنية بديعة، تحكي قصة عراقة وأصالة الفنون.

تُعد حرفة الدق على النحاس، التي صمدت عبر قرون مديدة، جزءًا أصيلًا من الهوية التراثية لدمشق، وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، يولي العاملون في هذا المجال اهتمامًا بالغًا للحفاظ عليها كإرث حضاري عريق يرفض الاندثار والزوال.

في هذا المكان ما زال النحاس يروي حكايات الماضي العريق، وبين أيدي الحرفيين المهرة، يتحول المعدن الجامد إلى لغة فنية نابضة بالحياة، فهنا سمفونية من الطرق والنقوش، تعزفها أنامل ورثت الإبداع أبًا عن جد، وبينما يلمع النحاس المصقول تحت أشعة الشمس، يظل هذا الفن شاهدًا حيًا على أصالة دمشق وروحها التي تتحدى الزمن.


تقرير: محمود أبو راس

Logo

أخبار ذات صلة