2025-04-13
يتوافد الإندونيسيون بأعداد كبيرة على صالات السينما لمشاهدة أفلام الرعب المحلية، التي حققت شعبية هائلة خلال السنوات الأخيرة، حيث تتعالى صرخات الخوف بين رواد الصالات المظلمة.
وأصبح هذا النوع السينمائي مهيمنا على الشاشات الإندونيسية، مستلهما قصص الأشباح والوحوش المتداولة في ثقافة جنوب شرق آسيا، ومحققا إيرادات ضخمة في شباك التذاكر.
وقال إيكي إيمانجايا، الرئيس السابق للجنة السينما في مجلس جاكرتا للفنون وأستاذ الدراسات السينمائية: "لقد كان آباؤنا وأجدادنا يستخدمون هذه القصص لتخويفنا"، مضيفا: "هذه الأساطير جزء منا".
وكشفت بيانات مجلس السينما الإندونيسي أن 60% من الإنتاجات الإندونيسية البالغ عددها 258 فيلما عام 2024 كانت أفلام رعب، جذبت 70% من جمهور دور العرض، مع بيع 54,6 مليون تذكرة.
وتعتمد هذه الأفلام على شخصيات مألوفة في الثقافة المحلية مثل "تويول" (الطفل الميت الحي) و"كونتيلاناك" (امرأة مسكونة بطفلها المولود ميتا)، مما ساهم في إحياء صناعة أفلام الرعب الإندونيسية بعد تراجعها في تسعينات القرن الماضي.
وقبل عامين، سجلت إندونيسيا رقما قياسيا عالميا في إنتاج أكبر نسبة من أفلام الرعب عالميا، وفي العام الماضي، تضمنت قائمة الأعمال العشرة الأكثر تحقيقا للإيرادات في شبكة "إكس إكس آي" خمسة أفلام رعب شاهدها 27,8 مليون شخص.
ومهد فيلم الرعب الإندونيسي الأول الذي أُنتج عام 1971 الطريق أمام هذا النجاح، لكن "موجة جديدة" ظهرت في العقد الثاني من القرن الحالي بفضل جيل جديد من المخرجين أمثال: جوكو أنور وكيمو ستامبول وتيمو تجاجانتو، الذين قدموا أفلام رعب مستقلة عالية الجودة.
وبعد تراجع فرضته جائحة كوفيد-19، انتعشت الصناعة مجددا بفضل فيلم "كاي كاي إن دي ديسا بيناري" (2022) الذي استقطب نحو عشرة ملايين مشاهد، وأطلق موجة من الأفلام الواقعية المستوحاة من أحداث حقيقية.
وحققت دور السينما الإندونيسية عام 2022 إيرادات بلغت 136 مليون دولار من 59 مليون مشاهد، وأسهم القطاع السمعي البصري في توفير 400 ألف وظيفة، مع توقعات بنمو يتجاوز 6% بحلول 2027.
وتستند هذه الأفلام أيضا إلى موضوع الدين المنتشر في إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، كما ساعدت منصات البث التدفقي على توسيع نطاق انتشارها عالميا، حتى أن شركات الإنتاج الصغيرة باتت تصدر أعمالها إلى الدول المجاورة مثل ماليزيا وسنغافورة وبروناي.