Mask
Logo

سياسة

إحياء الذكرى الـ 122 لولادة الأب الروحي لشعب كوردستان ملا مصطفى بارزاني

2025-03-14

"إذا كان حب الوطن تهمة، فأنا أكبر متهم"، هذه الكلمات التي كان يرددها ملا مصطفى بارزاني خلال نضاله في الحركة التحررية الكوردية.

ولد مصطفى بن محمد بن عبد السلام بارزاني في 14 مارس عام 1903 في قرية بارزان شمالي أربيل، حينما كان شقيقه الأكبر عبد السلام الثاني هو من يتولى قيادة الثورة الكوردية.

اعتقل للمرة الأولى وهو في الثالثة من عمره مع والدته من قبل والي الموصل محمد فاضل باشا بتهمة المشاركة في ثورة الشيخ عبد السلام.

في عام 1919 أرسل ملا مصطفى الدعم والمؤازرة لثورة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية، وبعد عام واحد، قام بنجدة الشيخ سعيد بيران في ثورته في كوردستان الشمالية (كوردستان تركيا).

وفي بداية الثلاثينيات، قاد ملا مصطفى قوة كبيرة لمحاربة الإنكليز للدفاع عن منطقة بارزان، ومن هناك ذاع صيته كقائد عسكري ذكي وماهر.

توجه ملا مصطفى والشيخ أحمد البارزانيين، مع عدد من المناضلين إلى تركيا عام 1934 لطلب المساعدة وحق اللجوء، ولكن أعيدوا إلى العراق ليتم نفيهم إلى السليمانية، وعاشوا هناك ما يقارب العشر سنوات.

لكن ملا مصطفى تمكن من العودة إلى بارزان بعد أن ذهب إلى إيران عام 1943، وفي أقل من شهرين جمع ما يقارب الـ 2000 من المقاتلين الكورد، وسيطروا على معظم مقرات الشرطة في المنطقة.

وفي خريف نفس العام، بدأت الحكومة العراقية بالتفاوض مع القوات الكوردية، وترسل وفودها إلى بارزان لإيقاف الحرب، ولكن شرط الملا مصطفى كان أن يعود جميع المنفيين وعلى رأسهم الشيخ أحمد، لتنتهي المباحثات بتنفيذ شروط البارزاني.

بعد عام ونصف، حشدت الحكومة العراقية قوة عسكرية كبيرة وتوجهت إلى بارزان واشتعلت معركة شرسة بين الطرفين، ما اضطر البارزاني أن يتوجه إلى شرقي كوردستان (إيران) في مايو 1945.

هناك انشغل ملا مصطفى مع القاضي محمد في تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد، وأعلنت الجمهورية في 22 من يناير عام 1946 وعيّن الملا مصطفى رئيسًا لأركان الجيش ومنح رتبة الجنرال.

وخلال انشغاله بالجمهورية، قام البارزاني بتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق في الـ 16 من آب وعيّن رئيسًا للحزب.

بعد انهيار جمهورية كوردستان في نهاية العام نفسه، توجه البارزاني مع قرابة 500 من رفاقه المناضلين إلى الاتحاد السوفيتي، لتبدأ رحلة جنرال الجبال التاريخية بمحاربة ثلاث دول (إيران – العراق وتركيا) ليصل إلى وجهته، ويعبر مع رفاقه نهر آراس ويصلوا إلى الاتحاد السوفيتي في الـ 17 من حزيران عام 1947، بدخولهم أوزبكستان وأذربيجان، وبعد موت ستالين، توجه إلى موسكو واستقر هناك.

وعلى الرغم من الوضع الصعب والمعاناة، دخل البارزاني إلى أكاديمية اللغات، وبدأ بدراسة الاقتصاد والجغرافيا وهو في عمر الـ 45 من عمره.

بعد سقوط المملكة العراقية جراء انقلاب الـ 14 من تموز عام 1958 عاد ملا مصطفى بارزاني زعيمًا كورديًا ووطنيًا إلى العراق.

ولكن كعادتها، لم تلتزم الحكومة العراقية بما عاهدت البارزاني عليه، لتنطلق من بعدها ثورة أيلول التي استمرت 14 عامًا بقيادة ملا مصطفى بارزاني في الحادي عشر من سبتمبر عام 1961.

عادت طاولة المفاوضات للميدان، وبعد مباحثات طويلة استطاع الكورد الحصول على حكم ذاتي عام 1970 من خلال اتفاق 11 من آذار بعد 9 سنوات من الكفاح المستمر.

ولكن هذه الاتفاقية لم تنفذ، وانتكست ثورة أيلول بعد توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران عام 1975، ونسفت معها حلم الكورد من جديد بكوردستان آمنة ومستقلة.

اضطر البارزاني ورفاقه إلى التوجه إلى حياة اللجوء من جديد، لكن الملا مصطفى بدأ يعاني من مرض عضال، وسافر إلى الولايات المتحدة للعلاج، ومن هناك أشرف على ثورة غولان.

في الأول من مارس عام 1979، استفاق الكورد على خبر جلل، توفي ملا مصطفى بارزاني، ودفن جثمانه بمدينة شنو شرقي كوردستان مؤقتًا، وبعد انتفاضة شعب كوردستان عام 1991، أعيدت رفاته هو ونجله إدريس بارزاني بمراسم مهيبة إلى مسقط رأسهم بارزان.

ليغيب عن العالم رجل اتفق الجميع على شجاعته، وحظي باحترام خصومه قبل أصدقائه، ليبقى القائد ملا مصطفى بارزاني خالدًا بوصاياه وتعاليمه بين الشعب الكوردستاني رغم مرور ستة وأربعين عامًا على رحيله.


تقرير: بنار هشيار

Logo

أخبار ذات صلة