2025-06-11
في واحدة من أسوأ حوادث العنف في تاريخ النمسا الحديث، وفي حادث إطلاق نار بمدرسة ثانوية أمس الثلاثاء في مدينة غراتس، ثاني أكبر المدن النمساوية، تتسارع الأحداث ليتم اليوم العثور على قنبلة أنبوبية غير مفعّلة في منزل المشتبه به.
جريمة بشعة خلفت عشرة قتلى، إثر إطلاق نار نفّذه شاب يافع مسلّح يبلغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا، في هجوم عنيف، قبل أن يُقدِم على الانتحار.
وفي سعيها لكشف دوافع هذه الجريمة البشعة، قالت الشرطة إن الشاب تصرف بمفرده، مسلّحًا ببندقية صيد ومسدس. وهي الآن تفحص منزله ومحتويات أجهزته الإلكترونية لفهم سبب استهدافه زملاءه السابقين ومعلميه.
فما هي العوامل التي تدفع مثل هذا الشاب إلى ارتكاب أبشع الجرائم في حق أناس أبرياء والمجتمع؟
يقول خبراء علم النفس إن المشاكل النفسية والعاطفية تمثل عاملًا رئيسيًا، حيث يعاني كثير من هؤلاء من اضطرابات مثل القلق، الاكتئاب، أو الشعور بالعزلة والانفصال عن المجتمع. كما أن العنف داخل البيئة المدرسية، والتنمر، كما هو الحال في هذه الحادثة، يزيدان من الشعور بعدم الانتماء، والإحباط، والرغبة في الانتقام.
أيضًا، تلعب الظروف الاجتماعية والأسرية دورًا مهمًا، حيث إن العيش في بيئة غير مستقرة أو وجود مشاكل أسرية يزيد من احتمالية ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وتعقّد إمكانية الحصول على الأسلحة الأمور أكثر، إذ تُترك في متناول اليد، لتصبح مأساة حقيقية بعد وقوع الجريمة، بما تتركه من أثر على من بقي حيًا.
الآثار، بكل المقاييس، كارثية إنسانيًا ونفسيًا. عائلات بأكملها تعيش بعد الجريمة مستقبلًا قاتمًا من النادر الخروج منه بأقل الأضرار. الضحايا من الطلاب والمعلمين يعانون من صدمة نفسية تستمر سنوات. كما تتأثر العملية التعليمية بشكل مباشر، حيث تتوقف الدراسة أو يقل التركيز بسبب الخوف والقلق السائد في أروقة المدرسة، ما يغيّر طبيعة البيئة التعليمية.
تظل حوادث إطلاق النار في المدارس ظاهرة خطيرة تتطلب جهودًا مشتركة من الأسرة، المدرسة، والمجتمع للحد منها.
الدعم النفسي للطلاب، توفير بيئة مدرسية آمنة، وتشديد الرقابة على الأسلحة، كلها خطوات ضرورية لتفادي مثل هذه المآسي.
تقرير: حذام عجيمي