بالأحرف الأولى وما لها من دلالات أبعد من الطاقة النظيفة، توقع الولايات المتحدة ومملكة البحرين الحليفة الاستراتيجية لواشنطن اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وذلك على هامش زيارة ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إلى واشنطن، حيث استقبل بحفاوة في البيت الأبيض من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يبدو الاتفاق، من حيث الشكل، جزءا من التوجه البحريني نحو الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، كما أنه يعكس رغبة المنامة في الاستفادة من الخبرة الأميركية لبناء مشاريع نووية مدنية آمنة، لكنه في الجوهر يحمل بعدا استراتيجيا ضمن سياق إقليمي شديد الحساسية في ظل اشتداد التوتر مع إيران عقب استهداف برنامجها النووي الذي يتصدر هذه الأيام المشهد الدولي.

أما ترامب، فقد ألمح إلى أن باب الحوار لا يزال مفتوحا، وإن بشروط واشنطن.

الاتفاق النووي المدني مع البحرين يعد أيضا تجسيدا لاتفاق الشراكة الأمنية والازدهار الموقع عام 2023، لكنه في الوقت ذاته يشكل نموذجا للدول التي تسعى لتطوير برامج نووية سلمية خالصة كرسالة غير مباشرة لطهران مفادها الطريق السلمي ممكن إذا توفرت الشفافية والإرادة.

فهل تلتقط إيران الإشارة؟ أم أن الملف النووي سيبقى رهينة المراوغة والضربات المتبادلة؟ 

تقرير: علي الموسوي