وافقت دول الاتحاد الأوروبي مساء الخميس، على تقليل قيمة التعويضات المدفوعة للمسافرين عن تأخر الرحلات الجوية، استجابة لمطالب شركات الطيران، مع منح حقوق إضافية للركاب في المقابل.

وبعد مفاوضات معقدة بين الدول الأعضاء، ستُعرض هذه الاتفاقية على البرلمان الأوروبي للمناقشة، حيث يستطيع المسافرون حاليا المطالبة بتعويضات تبلغ قيمتها 600 يورو عن أي تأخير يتجاوز ثلاث ساعات، وهي قاعدة معمول بها منذ أكثر من عقدين.

وتتذمر شركات الطيران باستمرار من هذه التعويضات التي تعتبرها عبئا ماليا مفرطا، تقدره المفوضية الأوروبية بحوالي 8.1 مليار يورو سنويا، وقد صوتت أغلبية الدول الأعضاء لتعديل القواعد رغم اعتراض ألمانيا.

وبالنسبة للرحلات حتى 3500 كيلومتر وجميع الرحلات داخل أوروبا، سيحصل المسافرون على تعويض قدره 300 يورو في حال تأخر الرحلة أربع ساعات أو أكثر، وللرحلات الأطول، سيتلقى المسافرون 500 يورو عن أي تأخير لمدة ست ساعات أو أكثر.

وانتقدت جمعيات المستهلكين هذا الإجراء، حيث قالت منظمة المستهلك الأوروبية إن "حدود الأهلية الجديدة ستحرم غالبية الركاب من حقوقهم في التعويض، نظرا لأن معظم التأخيرات تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات".

ولم يُرض هذا الحل الوسط شركات الطيران، إذ انتقدت جمعية "شركات الطيران من أجل أوروبا" التي تضم "إير فرانس-كي إل إم" و"لوفتهانزا" و"ريان إير" و"إيزي جيت" النص لكونه "أكثر تعقيدا" من الاقتراح الأولي للمفوضية.

بدوره، رحب وزير الخارجية البولندي داريوش كليمتشاك بتسليط القادة الأوروبيين الضوء على "أكثر من 30 حقا جديدا" للركاب، بينما أعرب وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو عبر منصة إكس عن "رضاه عن الحل الوسط"، مشيرا لتطورات ملموسة منها تعزيز حقوق الركاب ذوي الإعاقة وآلية تعويض تلقائية لإلغاء الرحلات.