في قلب جبال الألب السويسرية حيث يلتقي الجليد بالسماء، ينبض نهر الرون الجليدي منذ ألف عام، لكن هذه النبضة بدأت تضعف.

على المنحدرات التي كان يغطيها الجليد منذ عقود، تظهر اليوم بحيرة ضخمة نتيجة ذوبان سريع لم يشهده النهر منذ قرون.

شقوق تتسع ومياه ذائبة تتدفق وكتل جليدية تتهاوى، كأنها صفحات من تاريخ لم يكتب بعد. هنا أمام أعين السياح يتحول الجليد إلى ماء والماضي إلى ذاكرة.

كلمات تعكس صمت الطبيعة المتآكلة ورهبة أمام ما كان ويختفي. الشقوق الجليدية ناتجة في الواقع عن ثقوب تحت جليدية، أي تجاويف تحت الجليد تنهار. تتشكل هذه الثقوب بفعل تدفق مياه الذوبان تحت الجليد، وهذه عملية نشهدها بشكل متزايد هذه الأيام لأن الأنهار الجليدية لم تعد ديناميكية، فهي لا تدفع نفسها من الأعلى بما يكفي، وهذا سبب تشكل هذه الكهوف تحت الجليد.

بين الشقوق والجليد الذائب، يروي نهر الرون قصة زمن يزول ويترك للجبال والبحيرة شهادة على جمال يواجه خطر الاختفاء.

تقرير: علي حبيب