الأرض تشتعل تحت حوافر الخيول، والسماء تشقها طلقات البنادق في مشهد آسر، تتجلى فيه عراقة الماضي وروح الفروسية المغربية.

في قلب سهل دكالة، وعلى مرمى البصر من أمواج الأطلسي، تتنفس مدينة الجديدة عبق التاريخ بطقوس فنون حربية تقليدية في مهرجان التبوريدة التقليدي.

لا تستطيع فرق الخيالة وأصحاب البارود العمل دون أن تصاحبها أهازيج شعبية مثل "الطقطوقة" الجبلية ووصلات "النفار" وفرق "الطبالة" و"الغياطة" و"الكوامانجية"، وهي عناصر متلازمة في كل الحفلات العمومية والمواسم والمهرجانات الشعبية، حيث تبدو الخيول مزينة، البنادق مصقولة، والفرسان في أبهى حللهم التقليدية، لكن ما يبدو مشهدًا احتفاليًا، هو في الحقيقة طقس يحمل بين تفاصيله تاريخًا من المجد والشرف.

في صفوف الفرسان، لم تعد الأصوات ذكورية فقط، فالنساء يركبن اليوم بخفة وثقة، يحملن البارود ويقدن الخيول، كما هي أحلامهن مع فن متجذر في الأصالة.

كل طلقة نارية ليست مجرد صوت، بل رسالة، رسالة ولاء وتاريخ وانتماء، لكل فارس هنا قصة، ولكل قصة جذور ضاربة في الأرض.

تقرير: حذام عجيمي