من قلب عمّان، وبإيقاع تراثي يعود إلى جذور الحرفة، ينطلق مهرجان الخزف والفخار الدولي الأول، فاتحاً أبوابه ليقدّم أول مساحة عالمية تحتفي بجمال الطين حين يتحوّل بين يدي الفنانين إلى ذاكرة تُنحت وتاريخ يُعاد تشكيله.

على امتداد ساحات العرض، يتجمع حرفيون من الأردن والعالم، بألوان وأساليب مختلفة، لكنهم يلتقون على شغف واحد: صناعة الجمال من أبسط الخامات.

هنا فخار أردني يحكي قصة الأرض، وهناك قطع عربية تحمل نقوش الموروث، وإلى جانبها أعمال عالمية تضيف بصمتها بلمسات عصرية، في مشهد بصري يمزج بين التراث والحداثة.

لا عروض تعليمية هنا، بل احتفال بصوت الحرفة وشكلها ورائحتها، أمام جمهور يتنقّل بين الإبداعات ويلتقط ملامح تجربة فنية تعيد لهذه الصناعة حضورها على الساحة الثقافية، في مهرجان هو الأول من نوعه هنا، لكنه يحمل طموحاً كبيراً بأن يصبح محطة سنوية تجمع صانعي الفخار والخزف من العالم.

وبين الخطوط والألوان والملامس، يقدّم المهرجان رسالة تتجاوز حدود الفن؛ رسالة تؤكد أن الحرف التراثية ليست آثاراً من الماضي، بل روح نابضة تستحق أن تُرى وتُروى، وأن تحظى بمكانها اللائق في المشهد الإبداعي المعاصر.

مراسل شمس: هاشم الجراح